للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الخطبة فيها -كما عرفتم- تضمنت أشياء كثيرة من التوحيد ومن صفات الله عز وجل، وهي من بركة التأليف إذا صدر بمثل هذه المعاني العظيمة.

[مدخل]

ثم قال المؤلف رحمه الله: (كتاب الطهارة).

(كتاب) (فِعَال) بمعنى (مكتوب)؛ يعني: هذا مكتوب في الطهارة، فالإضافة على تقدير (اللام)، أو (من)، أو (في)، ويحسن أن تكون على تقدير (اللام)؛ أي: فهذا كتاب لبحث أحكام الطهارة، أو على تقدير (من)؛ هذا كتاب من الطهارة، لكن هذا أضعف.

الطهارة في اللغة: النظافة، طَهُر الثوب من الأذى والقذر؛ يعني: تنظف.

وفي الشرع: تطلق على معنيين؛ أحدهما: أصل، والثاني فرع.

أما الأصل فهي طهارة القلب من الشرك في عبادة الله، والغِل والبغضاء لعباد الله المؤمنين، هذه طهارة القلب، وهي أهم من طهارة البدن، أليس كذلك؟

الطلبة: بلى.

الشيخ: بل لا يمكن تكون طهارة البدن مع وجود نجس الشرك، قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: ٢٨]، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ» (١٢)، وقال: «لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ» (١٣)؛ يعني: إلا مؤمن.

فالحاصل أن الطهارة في اللغة: النظافة، وفي الشرع: تطلق على معنيين؛ أحدهما أصل؛ وهو طهارة القلب من الإشراك في عبادة الله، وطهارته من الغل والحقد والبغضاء لعباد الله، هذه طهارة معنوية.

أما الطهارة الحسية الفقهية التي يتكلم عليها الفقهاء، فعرَّفها المؤلف بقوله: (وهي ارتفاع الحدث وما في معناه وزوال الخبث).

(ارتفاع الحدث) يعني: زوال الوصف المانع من الصلاة ونحوها، هذا معنى (ارتفاع الحدث)، الحدث: وصف يقوم بالشخص يمنعه منين؟ من الصلاة ونحوها مما تشترط له الطهارة.

ما هو الحدث شيء معروف؛ يعني: عين تكون على البدن، لا وصف يتصف به الإنسان يمنعه من أين؟ من الصلاة ونحوها مما تشترط له الطهارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>