للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أنه بالنسبة للحجاج مناسبته ظاهرة؛ لأن الواقفين بعرفة يطلع الله عليهم، ويشهد ملائكته بأنهم يرجعون مغفورًا لهم، فيتخلصون من الذنوب، فكان يوم العيد الذي يلي يوم عرفة كيوم العيد في الفطر الذي يلي رمضان، ففيه نوع من الشكر لله عز وجل على هذه النعمة.

أما يوم الجمعة فمناسبته ظاهرة أيضًا؛ لأن هذا اليوم فيه المبدأ وفيه المعاد، ففيه خلق آدم، وفيه أخرج من الجنة ونزل إلى الأرض لتعمر الأرض ببنيه، وفيه أيضًا تقوم الساعة، فهو يوم عظيم، فيه المبدأ والمعاد، ولهذا صار يوم عيد للأسبوع.

ما عدا ذلك فليس في الشريعة الإسلامية من أعياد، حتى ما يفعله بعض الناس بعض المسلمين اليوم من عيد لغزوة بدر في سبعة عشر من رمضان، وما يفعله بعض المسلمين من عيد لميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وما يفعله بعض المسلمين من عيد للمعراج، ليلة سبع وعشرين من رجب، كل هذا لا أصل له، كل هذا ليس له أصل.

بل بعضه ليس له أصل حتى من الناحية التاريخية، فإن المعراج ليس في سبع وعشرين من رجب، بل إنه في ربيع الأول قبل الهجرة بنحو سنة، أو سنتين أو ثلاث حسب الاختلاف بين العلماء، والميلاد أيضًا ليس في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول، بل حقق الفلكيون المتأخرون بأنه يوم التاسع من ربيع الأول، أما بدر فالمشهور عند المؤرخين أنها في سبعة عشر من رمضان، ولكن مع ذلك لا يهمنا أن يصح التاريخ أو لا يصح، الذي يهمنا هل كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتخذون مثل هذه الأيام أعيادًا؟

الجواب: لا، إذن إذا اتخذناها نحن أعيادًا فإن مضمون ذلك أحد أمرين: إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه جاهلين بما لهذه الأيام من فضل، وإما أن يكونوا عالمين ولكنهم لم يظهروا فضلها وكتموه عن الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>