للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلا الأمرين شر، يعني لو اتهمنا النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه بأنهم لم يعلموا فضل هذه الأيام لوصفناهم بالجهل، وكان هؤلاء المتأخرون أعلم منهم بما جعل الله تعالى لهذه المناسبات من الفضل.

وإن قلنا: إنهم يعلمون، ولكنهم لم يفعلوا ذلك كتمانًا للحق وتلبيسًا على الناس لكان هذا أيضًا شرًّا عظيمًا، كيف يكون الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم أن لهذه المناسبات أعيادًا ثم لا يشرعها للأمة، والله تعالى قد قال له: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: ٦٧].

فإذا كانت هذه المناسبات العظيمة ليس لها أعياد، لا ولادة النبي عليه الصلاة والسلام، ولا غزوة بدر، ولا المعراج، ولا غيرها، فما دونها من باب أولى ألا يكون لها أعياد.

ويكفينا في هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإن هدي النبي صلى الله عليه وسلم خير الهدي، كما كان عليه الصلاة والسلام يعلنه في خطبة جمعة، يقول: «خَيْرُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» (٣٦).

إذن التكبير المطلق يسن ليلة العيدين، من متى يدخل الليل؟

طالب: من غروب الشمس.

الشيخ: من غروب الشمس إلى أن ينتهي الإمام من الصلاة.

وسيأتي إن شاء الله بيان هل هو إلى أن ينتهى من الصلاة؟ أو إلى أن يحضر؟ أو إلى أن تنتهي الخطبة؟

على خلاف بين العلماء، والأمر في هذا سهل.

<<  <  ج: ص:  >  >>