للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: (وفي فطر آكد) يعني التكبير في عيد الفطر آكد من التكبير في عيد الأضحى، لماذا؟ لأن الله نص عليه في القرآن فقال: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ} يعني عدة رمضان {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: ١٨٥] وشيء نص عليه القرآن بعينه يكون آكد مما جاء على سبيل العموم. أما عيد الأضحى فإنه داخل في عموم العمل الصالح الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام: إن العمل الصالح في هذه الأيام أحب إلى الله من أي وقت آخر (٣٥)، وهو داخل في قوله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [الحج: ٣٤]، فالفطر التكبير فيه آكد.

ثم قال: (وفي كل عشر ذي الحجة) يعني: ويسن التكبير المطلق في عشر كل ذي الحجة، تبتدئ من دخول شهر ذي الحجة إلى آخر اليوم التاسع، وسميت عشرًا وهي تسع من باب التغليب.

إذن عندنا المطلق في ليلة العيدين من غروب الشمس إلى أن ينتهي الإمام من خطبته على مذهب الحنابلة، أو إلى خروج الإمام، أو خروج الإمام يعني من البلد، فإذا رأوه سكتوا، أو إلى أن تبتدئ الصلاة، أو إلى أن تنتهي الصلاة، وقلت لكم: إن الخلاف في هذا أمره سهل، ومعلوم أن الإمام إذا حضر، إذا حضر الإمام سوف يشرع في الصلاة وينقطع كل شيء، إذا انتهى من الصلاة سوف يشرع في الخطبة. في عشر ذي الحجة من دخول شهر ذي الحجة، إلى ليلة العيد، ومن ليلة العيد يبتدئ تكبير مطلق، لكنه مخصوص بليلة العيد كما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>