للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عندي في الشرح يقول: (ولو لم ير بهيمة الأنعام)، (ولو) هنا إشارة خلاف؛ لأن بعض العلماء يقول: لا يسن التكبير في هذه الأيام إلا إذا رأى بهيمة الأنعام؛ لأنه الله قال: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [الحج: ٢٨]، اذكروه على، فإذا رأيت بهيمة الأنعام في هذه الأيام فاذكر الله، وإذا لم ترها فلا، لكن المشهور عندنا -مذهب الحنابلة- أنه وإن لم يرها.

ثم قال: (والمقيد عقب كل فريضة في جماعة من صلاة الفجر يوم عرفة) إلى آخره. انتبه: (المقيد عقب كل فريضة)، والفرائض كم؟ خمس والجمعة. وعلى هذا فالنافلة لا يسن بعدها تكبير مقيد.

ثانيًا: (في جماعة) وعلى هذا لو صلى منفردًا فإنه لا يسن أن يكبر، فالنساء في بيوتهن ليس لهن تكبير مقيد؛ لأنهن غالبًا لا يصلين جماعة، والإنسان الذي تفوته الصلاة في الجماعة ويصليها منفردًا كذلك لا يسن له أن يكبر التكبير المقيد؛ لأن المؤلف خصه: (في جماعة).

كيف يكون هذا المقيد؟ هل هو قبل الاستغفار؟ قبل (اللهم أنت السلام ومنك السلام)؟ أو بعدهما؟

قال بعض العلماء: قبل الاستغفار، وقبل: (اللهم أنت السلام ومنك السلام).

فإذا سلم الإمام انصرف حالًا وكبر رافعًا صوته، ثم يكبر ثلاثًا، حسب ما سيذكر المؤلف، ثم يستغفر ويقول: (اللهم أنت السلام ومنك السلام). والصحيح أن الاستغفار و (اللهم أنت السلام) مقدم؛ لأن الاستغفار و (اللهم أنت السلام) ألصق بالصلاة من التكبير؛ فإن الاستغفار يسن عقب الصلاة مباشرة؛ لأن المصلي لا يتأكد أنه أتقن الصلاة، بل لا بد من خلل، ولا سيما في عصرنا هذا، الإنسان لا يأتيه الشيطان إلا إذا كبر، إذا كبر للصلاة أتاه الشيطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>