الشيخ: إي نعم، ما فيه شك؛ يعني النبي صلى الله عليه وسلم مشى من مزدلفة حين أسفر جدًّا، ولا وصل إلى جمرة العقبة إلا وهو يُظلَّل من الحر، الشمس قد ارتفعت، وكان حجته في الربيع يعني قد احترَّت الشمس، الشمس حارة فرمى جمرة العقبة، وكذلك نحر ثلاثًا وستين بيده الكريمة، وأعطى عليًّا ونحر الباقي مئة؛ لأن الهدي اللي معه مئة، وأمر أن يُؤخذ من كل بدنة قطعة، وجاءت في قِدر طُبخت، فأكل من لحمها، وشرب من مرقها، ثم نحر، وتعرفون الرسول عليه الصلاة والسلام ليس كواحد من الناس، كل الناس يجتمعون إليه، ويزدحمون حوله، ويسألونه.
ودخل إلى مكة وصلى وطاف، وشرب من زمزم، وصلَّى الظهر بمكة، وحلق أيضًا قد ذكرناه، كل هذا صحيح على الحقيقة إذا تأمله الإنسان يقول: هذه بركة من الله، ولَّا كيف يفعل الأفعال هذه كلها، في هذه المدة الوجيزة، ولكن الله عز وجل إذا بارك في عمر الإنسان أنتج من الأعمال أكثر مما يُقَدَّر، لكن في حديث في الصحيحين (٩) أنه صلى الظهر في منى، فهو من حيث الصحة أصح، لكن حديث جابر (١٠) أنه صلى الظهر في مكة، وهو أقرب من جهة أن جابرًا كان متابعًا لأفعال الرسول عليه الصلاة والسلام، ولهذا رجَّح بعضهم حديث جابر، وبعض العلماء رجح المتفق عليه، وبعض العلماء قال: لا حاجة للترجيح؛ لأن الجمع ممكن بأن نقول: صلى في مكة الظهر، وخرج إلى منى فصلى بأصحابه، وهذا هو الصحيح.
***
طالب: بسم الله الرحمن الرحيم، قال المؤلف رحمه الله تعالى: المقيد عقب كل فريضة في الجماعة من صلاة الفجر يومَ عرفة، وللمحرم من صلاة الظهر يومَ النحر إلى عصر آخر أيام التشريق، وإن نسيه قضاء ما لم يحدث أو يخرج من المسجد، ولا يُسنُّ عقب صلاة العيد وصفته شفعًا: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.