الله أكبر مرتين والثاني مرتين، وتُختم الأولى بالإخلاص والثانية بالحمد.
وهذه المسألة -أعني صفة التكبير- فيها أقوال ثلاثة لأهل العلم؛ قول: بأنها شفع كما قال المؤلف: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
وقول: بأنها وتر ثلاثة: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
وقول ثالث: أنها وتر في الأول، شفع في الثانية فيقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
والمسألة ليس فيها نص يفصل بين المتنازعين من أهل العلم، وإذا لم يكن كذلك فالأمر؟
طلبة: واسع.
الشيخ: فيه سعة؛ إن شئت فشفعًا، وإن شئت فوترًا في الأولى وشفعًا في الثانية، لكن التعليل يقولون: إنه إذا قال: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، ختم بوِتر، لا إله إلا الله، وكذلك لله الحمد. والذين يقولون: ثلاثًا، يقولون: يكبر ثلاثًا ليكون تكبيره وترًا بناءً على أن كل جملة منفردة عن الأخرى، فيوتر التكبير في الأولى، ثم يوتره في الثانية.
ولا يصح أن نقول: إن الوتر حصل بقوله: لا إله إلا الله، أو بقوله: ولله الحمد؛ لأن هذا من غير جنس التكبير.
صحيح أنه ذِكر، لكنه ليس تكبيرًا، فالجنس مختلف، أو شئت فقل: إن النوع مختلف، أما الذين قالوا: إنه يُكبِّر ثلاثًا في الأول واثنتين في الثانية، فقالوا: لأن التكبير جنس واحد، والجملتان بمنزلة جملة واحدة، فإذا كبَّر ثلاثًا واثنتين صارت وترًا خمسًا، فيكون الإيتار بالتكبير بناءً على أن الجملتين واحدة، هذا القول والذي قبله من حيث التعليل أقوى من تعليل قول من يقول: إنه يكبر مرتين مرتين؛ لأننا إن اعتبرنا أن كل جملة منفصلة عن الأخرى صار الإيتار في الثنتين أولى، وإن اعتبرنا أن الجملتين واحدة صار الإيتار في الأولى، والشفع في الثانية هو الذي ينقطع به التكبير على وتر.