للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: النوع مختلف؛ لأن هذا وضوء، وهذا غسل، وهذا حيض، وهذا نجاسة، وإذا كان الموضوع واحدًا، وأعني بالموضوع النوع، نوع الموضوع واحد، لكنه مسائل، مثلًا لنفرض هذا في الوضوء، يُذكر أولًا موجباته، ثم ثانيًا صفة الغسل، فما الذي يكون؟ فصل، فتذكر أولًا موجبات الغسل، ثم قال: فصل وصفة الغسل، فصل والأغسال المستحبة، عرفتم؟

هذا هو المعروف من اصطلاح العلماء، الآن هنا قال: (باب صلاة الكسوف)، ولم يقل: كتاب وصلاة الكسوف، لماذا؟

الطلبة: لأنه نوع من الصلوات.

الشيخ: لأن هذا نوع من الصلوات، الصلاة جنس، وهذا نوع.

وقوله: (صلاة الكسوف) من باب إضافة الشيء إلى سببه، أي باب الصلاة التي سببها الكسوف، والكسوف والخسوف بمعنى واحد، يقال: كسفت الشمس وخسفت، وكسف القمر وخسف، وقال بعضهم: الخسوف للقمر، والكسوف للشمس، ولعل هذا إذا اجتمعت الكلمتان فقيل: كسوف وخسوف، أما إذا انفردت كل واحدة عن الأخرى فهما بمعنى واحد، ولهذا نظائر في اللغة العربية.

الكسوف: انحجاب ضوء الشمس، أو انحجاب ضوء القمر.

والفقهاء -رحمهم الله- يعبرون عن ذلك بقولهم: ذهاب ضوء أحد النيرين أو بعضه، ذهاب الضوء كله أو بعضه، والحقيقة أنه لا يذهب، وإنما ينحجب؛ ولهذا نقول: التعبير الدقيق للكسوف: انحجاب ضوء أحد النيِّرين؛ يعني الشمس أو القمر بسبب غير معتاد، فسبب كسوف الشمس أن القمر يحول بينها وبين الأرض فيحجبها عن الأرض، إما كلها أو بعضها، لكن لا يمكن أن يحجب القمر الشمس عن جميع الأرض؛ لأنه؟

طلبة: أصغر.

الشيخ: أصغر منها حتى لو كشفها عن بقعة على قدر مساحة القمر لم يحجبها عن البقعة الأخرى؛ لأن هي أرفع منه بكثير؛ ولذلك لا يمكن أن يكون الكسوف كليًّا في الشمس في جميع أقطار الدنيا أبدًا، إنما يكون في موضع معين، مساحته بقدر مساحة القمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>