للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا قلنا بهذا القول المُحَقَّق المتيقَّن: إن سبب كسوف الشمس هو حيلولة القمر بينها وبين الأرض تبين أنه لا يمكن الكسوف في اليوم السابع أو الثامن أو التاسع أو العاشر، لماذا؟ لبُعد القمر عن الشمس، الشمس بعيد عنها في هذه الأيام، إنما يَقرب منها متى؟

طلبة: خمسة عشر.

الشيخ: يا إخوان، خمسة عشر أعوذ بالله يقرب من الشمس الخامس عشر، أبعد ما يكون عن الشمس في الخامس عشر.

طلبة: في أول الشهر وآخر الشهر.

الشيخ: في آخر الشهر، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لا يمكن أن تكسف الشمس إلا في التاسع والعشرين أو الثلاثين أو آخر الثامن والعشرين.

لأنه هو الذي يمكن أن يكون القمر قريبًا من الشمس فيحول بينها وبين الأرض، انتبهوا لهذا، كذلك القمر سبب كسوفه حيلولة الأرض بينه وبين الشمس؛ لأن القمر يستمد نوره من الشمس كالمرآة أمام القنديل، المرآة أمام القنديل يكون فيها إضاءة نور، أليس كذلك؟

طلبة: بلى.

الشيخ: إي نعم، لكن لو أطفأت القنديل أصبحت ظلمة، ولهذا سمى الله القمر نورًا؛ فقال جل وعلا: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا} [الفرقان: ٦١] وقال: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا} [نوح: ١٦]، وعلى هذا التقدير الواقع، لا يمكن أن يكسف القمر في الليلة العاشرة، أو الثامنة، أو التاسعة، أو الحادية عشرة، أو السابعة عشرة، أو العشرين، أو السبعة والعشرين، أو الخمسة وعشرين، لا يمكن أن يكسف إلا في ليالي الإبدار؛ يعني الرابعة عشرة، الخامسة عشرة؛ لأنها هي الليالي التي يمكن أن تحول الأرض بينه وبين؟

طلبة: الشمس.

<<  <  ج: ص:  >  >>