للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: الشمس صح؛ لأنه في جهة والشمس في جهة، هو بجهة الشرق، والشمس في جهة الغرب فيمكن أن تحول الأرض بينهما، وحينئذٍ ينكسف القمر {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: ١٢]، الشمس منيرة مبصرة بنفسها وآية الليل القمر ممحو ليس فيه نور.

إذن هذا هو سبب كسوف الشمس والقمر، وبه نعرف أنه لا يصح التعبير بقولنا: ذهاب ضوئهما.

يمكن أن يصح التعبير في هذا بالنسبة للقمر؛ لأنه إذا حالت الأرض بينه وبين الشمس وهو أصله جرم مظلم، انمحى النور الذي فيه، فهذا يصح أن نقول: ذهاب؛ لأنه -في الحقيقة- جُرم مظلم في الأصل، ويمكن أن نوجِّه كلام الفقهاء -رحمهم الله- بأنه ذَهاب ضوء أحد النيرين باعتبار الرؤية؛ أي رؤية الناس؛ لأن الناس لا يرون الحاجز بين جرم الشمس أو جرم القمر وهم في الأرض بخلاف ما لو انحجب ضوؤهما بغمام أو سحاب وهو معروف.

هذا السبب الذي قلت هو السبب الحسي، لكن هناك سبب شرعي لا يُعلم إلا عن طريق الوحي، ويجهله جميع الفلكيين، ومن صار على منهاجهم، والسبب الشرعي هو تخويف الله عباده، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَنْكَسِفَانِ لِأَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ؛ وَإِنَّمَا يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ» (١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>