للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنها ركعتان، يقول يصليها ركعتين بلا زيادة، لكن هاتين الركعتين كل واحد فيها ركوعان.

يقول: (يقرأ في الأولى جهرًا)، وأطلق قوله (جهرًا)، ولم يقل في الليل، فدل هذا على أن السنة في صلاة الكسوف الجهر، سواء في الليل أو في النهار وهو كذلك، وهي مبنية على القاعدة التي سبقت لنا أن الصلاة الجهرية في النهار إنما تكون فيما يجتمع الناس عليه.

يقول: (يقرأ بعد الفاتحة سورة طويلة)، ولم يعين؛ يعني لم يعين سورة البقرة، أو آل عمران، أو النساء، المهم أن تكون سورة طويلة، ولكن الذي جاء في الأحاديث: أنها طويلة طويلة طويلة؛ يعني يختار أطول ما يكون، وقد سمعتم في الدرس الماضي أن بعض الصحابة كان يسقط مغشيًّا عليه من طول القيام.

يقول: (ثم يركع) ركوعًا طويلًا من غير تقدير، المهم أن يكون طويلًا.

بعض العلماء قال: يكون بقدر نصف قراءته؛ يعني الركوع يكون نصف القيام، ولكن الصحيح أنه بدون تقدير، المهم أن يُطيل بقدر الإمكان.

فإن قال قائل: طول القيام فَهمنا ما يَفعل فيه، وهو القراءة، لكن إذا أطال الركوع ماذا يصنع؟ نقول: يسبح، يكرر التسبيح: سبحان ربي العظيم، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزِنة عرشه، ومِداد كلماته؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ» (١٧). فكل ما حصل من تعظيم في الركوع فهذا هو المشروع.

يقول: (ثم يركع طويلًا، ثم يرفع) رأسه يعني من الركوع، (ويُسمِّع) يعني يقول: سمع الله لمن حمده، (ويُحمِّد) يعني يقول: ربنا ولك الحمد بعد أن يعتدل كسائر الصلوات، (ثم يقرأ الفاتحة وسورة طويلة دون الأولى)، ومن هنا جاءت الغرابة في هذه الصلاة؛ لأن غيرها من الصلوات لا تُقرأ الفاتحة بعد الركوع، بل الذي بعد الركوع هو السجود.

<<  <  ج: ص:  >  >>