أما هذه فيَقرأ الفاتحة وسورة طويلة، لكنها دون الأولى بكثير أو بقليل، جاء في الحديث:«دُونَ الْأُولَى»(١٨)، فينظر بهذا الدون، والظاهر أنه ليس دونها بكثير؛ لأنه ستأتينا الركعة الثانية أيضًا دون الأولى، فهو ليس دونها بكثير، لكنه دون يتميز به القيام الأول عن القيام الثاني.
(ثم يركع فيُطيل وهو دون الأول) ونقول هنا في (دون الأول) كما قلنا في القراءة، (ثم يرفع) إذا رفع ماذا يقول؟ يُسمِّع ويُحمِّد ثم يسجد.
وظاهر كلام المؤلف أنه في هذا الرفع لا يطيل القيام في الرفع الذي يليه السجود لا يطيل القيام، بل تكون كالصلاة العادية، ولكن هذا الظاهر فيه نظر، والصحيح أنه يطيل هذا القيام بحيث يكون قريبًا من الركوع؛ لأن هذه عادة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، قال البراء بن عازب رضي الله عنه: رمقتُ صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فرأيتُ قيامَه وقعودَه وركوعَه وسجودَه قريبًا من السواء. (١٩)
والمراد بقيامه هنا قيامه بعد الركوع؛ لأن قيام القراءة أطول بكثير من الركوع، فالصحيح في هذه المسألة أنه يطيل القيام بعد الركوع، ويش مدته؟
طلبة:( ... ).
الشيخ: لا، يعني قريبًا من الركوع لأجل أن تكون الصلاة متناسبة.
(ثم يسجد سجدتين طويلتين) بقدر الركوع، وظاهر كلامه أنه لا يطيل الجلوس بينهما؛ لأنه لو أراد القول بطول الجلوس بينهما لنبَّه عليه، فكونه يقول:(يسجد سجدتين)، ويسكت عن الجلوس بينهما كأنه يقول: والجلوس بينهما معروف أنه جلوس لا إطالة فيه. والصواب أنه يطيل الجلوس بقدر السجود.
يقول:(ثم يصلي الثانية كالأولى، لكن دونها في كل ما يفرض) من القراءة والركوع والقيام بعده والسجود، الثانية تكون دون الأولى، ولكن هل معناه أن القيام في الثانية كالقيام الثاني في الأولى، والقيام الثاني في الثانية دون ذلك؟ أو معناه أن كل ركعة وركوع دون الذي قبله؟