قوله:(«عَلَى الظِّرَابِ»): هي الروابي الصغار؛ يعني الأماكن المرتفعة من الأرض، لكن ليس ارتفاعًا شاهقًا، وذلك لأن المرتفع من الأرض يكون فيه النبات أسرع نموًّا وأحسن طروًّا؛ لأنه مرتفع قد تبين للشمس والهواء فيكون أحسن.
(الآكام) يقول: إنها الجبال الصغيرة، ولهذا يقال: أكمة للجبل الصغير.
(وبطون الأودية) أي داخل الأودية، أي الشعاب؛ لأن بطون الأودية إذا أمطرت سالت وحصل فيها أشجار كبيرة نافعة.
(ومنابت الشجر) هذا عام يعم كل أرض تكون منبتًا للشجر.
فإذا قال قائل: هذه الدعوات شملت الأرض كلها.
فالجواب: لا، لم تشمل الأرض كلها، خرج منها رؤوس الجبال العالية؛ لأنها ليست آكامًا ولا ظرابًا، وخرج منها الأرض القاحلة السبخة التي لا تنبت؛ لأنها ليست من منابت الشجر ولا من بطون الأودية، فالنبي صلى الله عليه وسلم دعا الله عز وجل أن يكون نزول المطر على أراضٍ نافعة وهي هذه الأنواع الأربعة: الظراب، الآكام، بطون الأودية، منابت الشجر.
قال المؤلف:(ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به) هذه لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكنها مناسبة، فإذا قالها الإنسان لا على سبيل أنها سنة فلا بأس، أما إذا قالها على أنها سنة فلا.
وهنا في الكتاب: ربنا لا تحملنا، وهي في الآية:{رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا}[البقرة: ٢٨٦]، وإنما حذفها المؤلف؛ لأنها في الآية حرف عطف على ما سبق، وهنا لم يسبقها شيء تُعطف عليه، فلهذا حذف الواو فقال:(ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به)، الآية.
يعني إلى آخر الآية، أكمل الآية، {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا} أربع دعوات:
{رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} وهذا من باب التخلية.