للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما من أنكره من المحدثين وقال: إنه بدعة وضلَّلَ عثمان به فهو الضال؛ لأن عثمان رضي الله عنه سنه لسبب لم يوجد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، لو أنه وجد في عهد الرسول السبب الذي سنه من أجله عثمان لكنا نقول: هذا شيء وجد سببه في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا سنه أحد من بعده مع وجود السبب في حياة الرسول ولم يسنه رددنا سنته، أما ولم يوجد في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام السبب الذي من أجله سنه عثمان فإن سنته سنة متبعة نحن مأمورون باتباعها.

ثم قال: (ولا تجب لناشز) هذا بناء على أنه يجب على الإنسان أن يخرج عمن يمونه، فإذا كانت امرأة ناشز فإنه لا تجب لها النفقة ولا تجب لها الفطرة على زوجها؛ لأنها ناشز، ومن هي الناشز؟ الناشز هي التي تترفع على زوجها وتعصيه فيما يجب عليها طاعته به، هذا الناشز، أو تطيعه لكن متكرِّهة متبرمة، إذا أمرها بالأمر قامت تمطى وتنام، وإذا قال لها قالت: إن شاء الله مبكرين اصبري شوي وما أشبه ذلك، هذه ناشز لو فعلت؛ لأنه يجب أن تبذل له ما يجب بانشراح ورضا، كما أنه هو أيضًا يجب عليه أن يبذل لها ما يجب لها كذلك. المهم الناشز لا تجب لها على زوجها فطرة، لماذا؟ لأنها لا تجب لها نفقة.

(ولا تجب لناشز، ومن لزمت غيرَه فطرتُه) صح؟

طالب: نعم.

الشيخ: لزمت غيرَه.

طالب: نعم.

الشيخ: فطرتُه، ولا غيرُه فطرتَه؟

طلبة: غيرَه فطرتُه.

الشيخ: ما هو الفاعل مرفوع.

طالب: غيرَه.

الشيخ: الفاعل مرفوع، أين الفاعل الغير وإلا الفطرة؟

طلبة: الفطرة.

الشيخ: الفطرة، إذنْ (غيرَ) مفعول مقدم، كقوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّه} [البقرة: ١٢٤].

(ومن لزمت غيرَه فطرتُه) مثل من؟ كالزوجة تلزم زوجها فطرتها، وكالأب تلزم فطرة ابنه إياه، وما أشبه ذلك.

(فأخرج عن نفسه بغير إذنه أجزأته) قوله: (أخرج عن نفسه) من المخرج؟

طالب: الغير.

الشيخ: الغير، لا، المخرِج من تلزم فطرته.

طالب: غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>