للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم القول الراجح أن التوبة مقبولة من كل ذنب حتى مِنْ سَبِّ الله ورسوله، إذا تاب الإنسانُ من أعظم الذنوب تاب الله عليه، لكن مَنْ سَبَّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فإنها تُقبل توبته ويُقتل، ومن سَبَّ الله فإنها تُقبل توبته ولا يُقتل.

طالب: ( ... ).

الشيخ: أو بالعكس.

طلبة: صحيح.

الشيخ: صحيح؟ نعم، لماذا؟ لأن حقَّ الله لله، وقد بَيَّن سبحانه وتعالى لنا أنه يَغْفِر الذنوب جميعًا لا يؤاخِذ عليها، ونحن نقتله لله انتقامًا منه لحق الله، فإذا كان الله قد بَيَّنَ لنا أنه يغفر الذنوب جميعًا فليس من حقِّنا أن نقتله.

أما الرسول عليه الصلاة والسلام فسَبُّه حق له، وقتله قتل السابِّ لحق الرسول، وهو حق آدمي، ولا يُعلَم أَعَفَى عنه أم لم يعفُ؟ فلهذا يجب قَتْلُ مَنْ سَبَّ الرسول ولو تاب، وإذا قتلناه بعد توبته ماذا نصنع؟

طلبة: ( ... ).

الشيخ: نغسِّله ونكفِّنه ونصلي عليه وندعو له بالمغفرة وندفنه مع المسلمين؛ لأنَّ قَتْله حصل به أداء الحق إلى أهله وقد تاب إلى الله.

يقول المؤلف: (أُخِذَت منه وقُتِلَ) (أو بُخْلًا) (بُخْلًا) هذه معطوفة على جَحْدًا، (أو بُخْلًا) وما هو البخل؟ البُخْلُ: مَنْع ما يجب، والشُّحُّ: الطمع فيما ليس عنده؛ فالبخيل مُمسِك، والشحيح مقتطِع يريد أن يكون أموال الناس كلها عنده، فإذا منعها بخلًا أو شُحَّا، نقول: بُخْلًا أو شُحًّا؟

طلبة: بخلًا.

الشيخ: بخلًا؛ لأنه مَنَع ما يجب (أو بخلًا أُخْذَت منه وعُزِّر) (أُخِذَت): الفعل مبنيٌّ للمجهول، فمَن الآخذ؟

<<  <  ج: ص:  >  >>