إذا (تغيَّرَ بِمُكْثه) أي: بطول إقامته، فإنه لا يضرُّ.
ويش لون يتغير بِمُكثه؛ بطول إقامته؟
طالب: ( ... ).
الشيخ: يسمونها عندنا هنا (الصاري)، ( ... ) عاد عندكم مثله في لغة القصيم ولّا لا؟
طالب: الصاري؛ يبغي البيار، يبغي البير.
الشيخ: ( ... ) بطول مُكثه هو ما يضرُّ؛ لأنه ما تغيَّر بشيءٍ حادثٍ فيه، تغيَّر بنفسه، فهذا لا يضرُّ ولا يُكرَه.
كذلك إذا تغير: (بِمُكْثه أو بما يَشُقُّ صَوْن الماء عنه من نابتٍ فيه وورقِ شَجَرٍ).
(بما يَشُقُّ صَوْن الماء عنه من نابتٍ فيه) مثل هذا الغدير نَبَتَ فيه عُشْبٌ، يُمْكن هذا ولّا لا؟ يُمْكن، أو نَبَتَ فيه طُحْلبٌ، تعرفون الطُّحْلب؟
طلبة: نعم.
الشيخ: ( ... ) على الماء.
(أو ورق شجر) كان حوله أشجار فتتساقط أوراقها في هذا الماء فتغيَّر بها، فإنَّه يكون طَهُورًا غير مكروه.
طالب: إذا له رائحة؟
الشيخ: ولو له رائحة.
الطالب: بدون طعم؟
الشيخ: لو له رائحة بدون طعم بل ولو له طعم.
طالب: ولونه؟
الشيخ: ولونه؛ يعني لو تغيَّر لونُه وطعمُه وريحُه بهذه الأوراق ..
طالب: ( ... ) هذا يتغير لونه؟
( ... )
الشيخ: لماذا؟ يقولون: لمشقَّة التحرُّز منه. هل واحد يمنع الأشجار أن تطير بها الرياح حتى توقعها في هذا المكان؟ ما يقدر أحد. أو هل يقدر أحدٌ أن يمنع أن يتغيَّر هذا الماء بسبب طول مُكْثه؟ ما يمكن. ولو أننا قلنا للنَّاس: يكون الماء طاهرًا غيرَ مطهِّر؛ لكُنَّا شققْنا عليهم، فلهذا نقول: إذا تغيَّر الماء طعمُه ولونُه وريحُه بما يشُقُّ صَوْن الماء عنه فهو طَهُور غير مكروه.
طيب، لو تغيَّر بطينٍ؛ واحد مشى في الغدير برجليه، قام يخبِّط إلى أن صار الماء متغيِّرًا جدًّا بالطين، ملوثًا، يكون طَهُورًا غير مكروه؛ لأنه تغيَّر بِمُكثه.