كذلك أيضًا تغير (بمجاورة ميتةٍ)؛ هذا غدير صار عنده ميتاتٌ كثيرةٌ؛ عشرين شاة ماتت من كُلِّ الجوانب، وصار له رائحةٌ كريهةٌ جدًّا بسبب الجِيَفِ، تغيَّر، يقول المؤلف: إنه طَهُورٌ غير مكروه.
طالب: بس لما اتغير من الريحة.
الشيخ: بس فيه الريحة فقط.
الطالب: ما دخلت فيه.
الشيخ: إذا أخذته بيدك شممتَه تقول: رائحته خبيثة، يقول المؤلف: إن هذا يكون طهورًا، لماذا؟
طالب: لَمْ يتغير ( ... ).
الشيخ:( ... ) عنْ مجاورة لا عنْ ممازجة، الغريب أن بعض أهل العلم حكى إجماع أهل العلم على ذلك؛ أنه لا ينجُس بتغيُّره بمجاورة ميتةٍ، وربما يُستدَلُّ عليه ببعض ألفاظ الحديث:«إِلَّا إِنْ تَغَيَّرَ طَعْمُهُ أَوْ لَوْنُهُ أَوْ رِيحُهُ بِنَجَاسَةٍ تَحْدُثُ فِيهِ»(١) على القول بأن هذا الحديث صحيح.
فإن كلمة «تَحْدُثُ فِيهِ»، هذا ما حدثتْ فيه، إنما هي مجاوِرة له، لكن لا شكَّ أن الأَوْلى التنزُّه عنه إذا أمكن، فإذا وجدتَ ماءً لم يتغيَّر فهو أحسن وأبعد عن أنْ تتلوَّث بماءٍ رائحته خبيثةٌ نجسةٌ، وربما يكون فيه من النَّاحية الطبِّيَّة ضررٌ؛ أن تكون هذه الروائح تحمل ميكروبات تَحُلُّ في هذا الماء.
طالب: ما الفرق ( ... ).
الشيخ: سخن بالشمس ما ( ... )؛ واحد مثلًا في الشتاء وضَعَ الماء في الشمس ليسخن فاغتسل به فلا حَرَج.
(أو بطاهرٍ) مثل أيش؟
طالب: الحطب.
الشيخ: حطب، غاز، كهرباء، فإنه لا يُكرَه.
***
( ... )(إن استُعْمِلَ في طهارة مستحبَّة) الضَّمير في قوله: (إن استُعْمِلَ) يعود على الماء الطَّهور، (استُعْمِلَ في طهارة مستحبة).