للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طالب: يقولون: الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وأنا لم أتصور كذبًا أبيض.

الشيخ: ما تتصور الكذب الأبيض، من يعرف الجواب؟

طالب: الكذب كذب واحد، سواء كان أبيض أو أسود.

الشيخ: ما فيه أسود ولا أبيض، كله؟

الطالب: كله سواء.

طلبة: كله أسود، يا شيخ.

الشيخ: كله أسود، أليس قد جاء في الحديث أن ثلاثة أنواع من الكذب جائزة؟

طالب: بلى، يا شيخ.

الشيخ: وهي؟

الطالب: أولًا: للإصلاح بين الناس.

ثانيًا: أن يكذب الرجل على زوجته، أو تكذب هي عليه لأجل الألفة والود.

الشيخ: والثالث؟

الطالب: والثالث: إذا كان بين مسلمين وكفار حرب فيكذب المسلم لأجل التغطية.

الشيخ: في الحرب هو جاء به الحديث، لكن هل هو متفق على هذا المعنى؟

طالب: حمله بعض العلماء على التورية لا الكذب.

الشيخ: حمله بعض العلماء على أن المراد به التورية؛ وهي أن يريد بلفظه ما يخالف ظاهره، وقال: إن التورية تسمى كذبًا كما اعتذر إبراهيم عليه الصلاة والسلام عن الشفاعة بأنه كذب ثلاث كذبات.

وعلى كل حال متى أمكن اجتناب الكذب بالتورية فهو أولى، حتى على القول بأن الحديث يُحْمَل على الكذب الصريح، فإن الأولى تجنبه.

الغِيبَة حرام على الصائم؟

طالب: الغِيبَة حرام على الصائم وغيره.

الشيخ: لماذا قال: يجب على الصائم اجتنابه؟

الطالب: لأن تحريمها في حق الصائم أوجب.

الشيخ: وما هي الغِيبَة؟

الطالب: كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» (٣).

الشيخ: نعم، هل يستثنى من الغِيبَة شيء؟

طالب: لا يستثنى.

الشيخ: أبدًا؟

الطالب: إلا أن يكون في حالة المظلوم سيكون له الشكاية.

الشيخ: هذه واحدة، يعني في حال التظلم لا بأس أن يُذْكَر الظالم بما يكرهه الظالم. الدليل؟

الطالب: الدليل حديث زوجة أبي سفيان هند بنت عتبة عندما اشتكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن أبا سفيان رجل بخيل.

الشيخ: ومن القرآن؟

<<  <  ج: ص:  >  >>