للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفصل بعض العلماء بين الفرض والنفل، فقال في الفرض: يقولها جهرًا لبعده عن الرياء، وقال في النفل: يقولها سرًّا خوفًا من الرياء، والصحيح أنه يقولها جهرًا في صوم النافلة والفريضة؛ وذلك لأن فيها فائدتين.

الفائدة الأولى: بيان أن المشتوم لم يترك مقابلة الشاتم إلا لكونه صائمًا، لا لعجزه عن المقابلة؛ لأنه لو تركه عجزًا عن المقابلة لاستهان به الآخر، وصار في ذلك ذُلٌّ له، فإذا قال: إني صائم، كأنه يقول: أنا لا أعجز عن مقابلتك وأن أُبَيِّنَ من عيوبك أكثر مما بينت من عيوبي، لكني امرؤ صائم.

الفائدة الثانية: تذكير هذا الرجل بأن الصائم لا يُشاتِم أحدًا، وربما يكون هذا المشاتِم صائمًا كما لو كان ذلك في رمضان، وكلاهما في الحضر؛ حتى يكون قوله هذا متضمنًا لنهيه عن الشتم وهو منكر.

فالصواب أنه يقولها جهرًا في الفرض والنفل.

(ويُسَنُّ لمن شُتِمَ قولُه: إني صائم، ويُسَنُّ تأخير) أبغي أقرأها (سَحور)، صواب ولَّا لا؟

طلبة: صواب.

الشيخ: (وَيُسَنُّ تأخير سَحور)؟

طلبة: لا، سحور، بالضم.

الشيخ: (وَيُسَنُّ تأخير سُحور).

طلبة: ( ... ).

الشيخ: ما الذي يُؤَخَّر؛ هل هو التمر المقدم للإنسان يأكله في آخر الليل أو الفعل؟

الفعل، إذن (سُحور)؛ لأن سَحُور بالفتح: اسم لما يُفْعَل به، وسُحور بالضم: اسم للفعل؛ ولهذا نقول: (وَضوء) اسم للماء، و (وُضوء) اسم للفعل، ونقول: (طَهور) اسم للماء، ونقول: (طُهور) اسم للفعل؛ فعل الطهارة، وهذه قاعدة مفيدة تعصم الإنسان من الخطأ في مثل هذه العبارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>