للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ: لا، ما يحمل عليها؛ لأنها متناقضات؛ إذا قلنا: المطهرون، المراد بها: المتطهِّر من الحدث، ما نقول بذاك القول، ونلزم بأن يتوضأ، وإذا قلنا: المطهرون الملائكة؛ ما قلنا بهذا القول، ولا نلزمه.

طالب: ( ... ).

الشيخ: ما يصلح، لا يمكن الجمع؛ لأن القولين متضادان.

طالب: الحائض لو توضأت هل تمكث في المسجد كما يمكث الجنب إذا توضأ؟

الشيخ: لا، لا تمكث؛ لأنها الحائض لو توضأت ما ارتفع شيء من حدثها، الحدث باقٍ.

طالب: وأنتم تقولون في الحائض إذا لم تتوضأ.

الشيخ: كيف؟

طالب: ذكرت عبارة ( ... ) جوابًا عن حديث صفية، قلت: وأنتم تقولون في الحائض إذا لم تتوضأ لا يحل لها المكث في المسجد، مفهوم العبارة يعني أنا فهمتها ..

الشيخ: لا، إذا توضأت لا يجوز لها المكث في المسجد بخلاف الجنب.

طالب: ( ... ).

الشيخ: يجوز أن يصلي وهو على غير وضوء نعم، هم يقولون بذلك، هذا رأيهم، ولكن الصحيح أنها صلاة؛ لأن الرسول سماها صلاة، فقال: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ» (٢)، وخرج إلى المصلى، فصلى بالناس في النجاشي (٣).

طالب: يحرم؟

الشيخ: يحرم نعم، يحرم أن يصلي على الجنازة وهو على غير وضوء.

***

[باب الغسل]

(باب الغسل) أي: باب ما يوجبه، وباب صفته، فالباب جامع للأمرين: الأشياء الموجِبة للغسل، والثاني: كيفية الغسل؛ أما الأشياء الموجبة للغسل، فقال المؤلف رحمه الله: (ومُوجِبه) مُوجِب يعني الشيء الذي يُوجِب الغسل، يقال: مُوجِب، وموجَب بالفتح، الموجَب هو الشيء الذي وجب بغيره.

والموجِب: هو الشيء الذي يُوجِب غيره؛ مثل ما نقول: مُقتضِي ومُقتضَى، المقتضِي: هو الذي يَقتضي غيره، والمقتضَى: هو الذي اقتضاه غيره؛ وهكذا نقول هنا مُوجَبه ولَّا مُوجِبُه؟

موجِبُه؛ يعني الذي يُوجِب الغسل عدة أشياء:

<<  <  ج: ص:  >  >>