وسكت المؤلف عن الزروع مع أنه قد تكلَّم عليها؛ إما اقتصارًا، وإما اختصارًا، إما أنه أراد أن يقتصر على هذين فقط لكثرة الكلام فيهما، وإما اختصارًا وأنه أراد الثلاثة لكنه اقتصر.
الباب هنا يتضمن: الأصول والثمار والزروع.
قال: (إذا باع دارًا شمل أرضها وبناءها وسقفها والباب المنصوب والسلم والرف المسمورين -أو المسمرين- والخابية المدفونة) إلى آخره.
بعت عليك دارًا يشمل أرضًا، يشمل الأرض، مع أن الدار في الأصل هي البناء، لكن من المعلوم عرفًا أن الدار يدخل فيها أرض الدار ولَّا لا؟
(شمل أرضها) لو انهدمت الدار وجاء البائع وقال: يلا ارفع يدك، أنا إنما بعت عليك الدار والدار انهدمت فالأرض لي، ماذا نقول له؟ نقول: ليست لك؛ لأن الدار تشمل الأرض.
وهل يشمل الهواء؟
طلبة: إي نعم.
الشيخ: يشمل الهواء. ويشمل القرار؟
طلبة: نعم.
الشيخ: ويشمل القرار كذا والهواء؟
طالب: يشمل الهواء الجو يعنى.
الشيخ: الجو.
الطالب: إذا ( ... ).
الشيخ: يشمل الجو، لو أن أحدًا من الناس كان جارًا لك وأخرج من بيته جناحًا على هواء دارك لك أن تمنعه؟
طلبة: نعم.
الشيخ: لك أن تمنعه، جاء بطيارة هليكوبتر وطار على هواء دارك تمنعه؟
طلبة: لا، ليس لك أن ..
الشيخ: ما هو الهواء لي؟
طالب: ما هو مستقر.
الشيخ: ليس مستقرًّا، وإلا كان نقول: لك أن تسقط الطيارة لأنه اعتدى على بيتك، ولكن هذا ليس كذلك؛ لأن هذا مما جرى به العرف، وهو كما قلتم غير مستقر.
يشمل القرار ولَّا ما يشمل؟ يشمل القرار؟ لك جار فحفر دبابًا في الأرض تحت بيته، يبغي علشان يطلع على الشارع من هناك، لك أن تمنعه؟
طلبة: نعم.
الشيخ: إذا قال: أنا ما جيت الحُجر، ولا جيت الديوان، ولا جيت الحوش، ماذا أقول له؟
طلبة: القرار ..
الشيخ: القرار لي؛ لو أنه غرس شجرة في بيته وامتدت أغصانها إلى بيتك لك تمنعه؟
طالب: إي نعم.
الشيخ: لك أن تمنعه؛ لأن الهواء لك، امتدت عروقها إلى بيتك.
طالب: ما له أن يمنعه.