الشيخ: هو على كل حال إذا صار رطبًا لا شك أنه بدا صلاحه.
الطالب: إي نعم، هو أخضر ( ... ).
الشيخ: يمكن، على كل حال، هذا الأخضر، كيف نعرف بدو الصلاح فيه؟ نعرف بدو الصلاح فيه إذا تمر.
طالب: أو الطعم ..
الشيخ: أو الطعم، يعرف الطعم أو بالرطب.
طالب: أو بالنظر؟
الشيخ: بالنظر؟
الطالب: نعم.
الشيخ: هذا شيء ما نعرفه. فيه شيء بين الأحمر والأصفر، إذا ظهر اللون الذي بين الأصفر والأحمر، يكون هذا بدو الصلاح.
(وفي العنب أن يتموَّه حلوًا)، (يتموه) يعني يلين، ويكون ماءً؛ لأن العنب قبل أن يستوي ما يكون ماءً، يتكسر تكسرًا، لكن إذا استوى صار ماء، إذا غمزتها ظهرت ماء، وأيضًا اشترط المؤلف مع التموه أن يكون (حلوًا)، وهو قبل التموُّه يكون حامضًا، فإذا وصل إلى الحلاوة مع التموه فهذا بدو الصلاح فيه.
(وفي بقية الثمر أن يبدو فيه النضج، ويطيب أكله)، ويش غير بقية الثمر؟ مثل أيش؟
طالب: مثل البرتقال ..
الشيخ: مثل البرتقال، والخوخ، والتفاح، وغير ذلك. إذا بدا فيه النضج وطاب أكله فهذا بدو صلاحه، فتبين إذن أن بدو الصلاح يختلف باختلاف الأشجار، ففي النخل أن يتلوَّن أحمر أو أصفر، وفي العنب أن يتموَّه حلوًا، وفي بقية الثمار أن يبدو فيه النضج ويطيب أكله، وإنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيعه قبل أن يبدو صلاحه؛ لأنه يكون عُرضة للعاهات والفساد، فإذا بدا صلاحه فإنه صار قابلًا؛ لأن يُجنى من الآن ويُؤخَذ.
ويستفاد من هذا أن الشارع ينهى عن كل ما يُوجب الخصومة والبغضاء والعداوة؛ لأنه إذا حصل خلاف، وحصلت منازعات صار هناك عداوة وبغضاء وخصومة، فلهذا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، من يسأل؟
طالب: العنب أحيانًا يحمر، ورسول الله جعل العلم بالسواد ..
الشيخ: لا، حتى يسود؛ لأنه الغالب إذا اسود يطيب أكله، أما عندما يقول بعض الناس إنه يغش، إنه يضع فيه جذع العنب، أحدهم يقول: حطه في ( ... )، وواحد يقول: حط له الرماد ويسود.