للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذي (يجمع أخلاطًا غير متميزة) لا يصح السَّلَم فيه؛ لأن هذه الأخلاط مجهولة مثل الغالية، الغالية يقولون: إنها نوع من النِّد، نوع من الطيب يجمع أخلاطًا لكنها غير متميزة؛ يعني بمعنى أننا لا نعرف أن نسبة هذا إلى الكل كذا وكذا، فإن تميزت بأن عُلِمت النسبة جاز.

يعني لو علمنا أن هذا الطِّيب مخلوط من ستة أنواع على وجه السواء، هل فيه جهالة؟ ما فيه جهالة؛ لأنا نعلم الآن أن نسبة كل واحد من هذه الأجزاء السدس، فلا يكون فيه جهالة، أما إذا كانت الأخلاط غير معلومة، فإنها مجهولة، فلا يصح.

وهل مثل ذلك لو أننا أسْلَمنا في مئة صاع مخلوط من الحمص والحلوى والكِشْمِش والفصفص، وما أشبه ذلك؟

طالب: نعم.

الشيخ: مثله، غير متميز، ما نعرف نسبة هذا من هذا، أما لو علمنا النسبة فلا بأس. بأن قال: أسلمتُ إليك في مخلوط من الحمص والحلوى والكِشْمِش والفصفص، وما أشبه ذلك، ونسبة كل واحد إلى المجموع السدس، فهذا لا بأس به؛ لأنه معلوم.

والحاصل أن البيع في الصفة أضيق من البيع بالرؤية، يجوز أن أبيع عليك هذا الزنبيل اللي فيه أخلاط من الحمص والحلوى والكِشْمِش، وما أشبهها، وأنت تعلمه بالرؤية، لكن لا يجوز بالصفة؛ لأن البيع بالصفة أضيق من البيع بالرؤية.

وقوله: (المعاجين)، هذه معاجين تُجعل في الغالب للمرضى، تكون معاجين من أدوية متعددة، وأعشاب متعددة تُجمع وتُخلط وتُعطى المريض، وأنا أذكر أن الناس يستعملونها في أيش؟

طالب: في الجدري.

الشيخ: في الجُدَرِي، الجدري إذا أصاب الإنسان أول ما يصيبه يجمعون له من كل من نوع مما يمكن أن يطعمه، يجمعون له في تمرة أو شبهها، ويعطونه -هذا المجدور- الأكل فيما بعد، أو أكل هذا الطعام لا يستنكره؛ لأن المجدور -نسأل الله العافية- إذا بدأ الجدري، أو صار في طور الشفاء، إذا أكل شيئًا يستنكره ما أكله من قبل، يعود عليه الجدري، مما قد يُهلكه ..

طالب: والحصبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>