للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما هو المثليُّ؟ الْمِثْلِيُّ على المذهب: كل مكيل أو موزون ليس فيه صناعة مباحة يصح السَّلَمُ فيه، هذا المثلي، وعلى هذا فما ليس بمكيل ولا موزون ليس بمثلي، وما كان مكيلًا أو موزونًا لكن فيه صناعة كالقدور والأواني وشبهها فليس بمثليٍّ، وما كان مكيلًا أو موزونًا لا صناعة فيه مباحة لكن لا يصح السلم فيه فإنه ليس بمثليٍّ؛ وعلى هذا فيكون المثليُّ علي المذهب ضيقًا جدًّا.

والصواب أن المثلي: ما كان له مثيلٌ أو شبيهٌ، هذا هو المثلي.

فالحيوان مثلًا مثليٌّ ولَّا مُتَقَوَّم؟

طالب: متقوم.

الشيخ: على المذهب: مُتقوَّم، وعلى الصحيح: مثلِيٌّ. والأواني على المذهب؟

طالب: متقومة.

الشيخ: متقومة ما هي مثلية، والصحيح: أنها مثلية؛ ولهذا لَمَّا أرْسلَتْ إِحدى أُمَّهاتِ المؤمنينَ إلى النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ طعامًا وهو عندَ عائشةَ؛ عائشةُ غارَتْ وضربَتْ يدَ الرسولِ حتى سقطَتِ الصَّحْفَةُ وفسدَ الطعامُ وانكسرتْ.

طالب: ( ... ) ضربَتْ يدَ الرسولِ.

الشيخ: إي الرسول الذي أُرسِل به، ما هو بيدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، نعم يد الرسول يعني الذي جاء بالطعام.

طالب: فهمت أنه الرسول.

الشيخ: فهمت أنه الرسول محمدٌ؟

الطالب: صلى الله عليه وسلم.

الشيخ: إيه أحسنت، تنبيه غانم في محله. فقال الرسول عليه الصلاة والسلام، أَخَذَ إناءَ عائشةَ وطعامَها وقال: «إِنَاءٌ بِإِنَاءٍ، وَطَعَامٌ بِطَعَامٍ» (٢). وهذا يدل على أن المثلي: كل ما كان له مثيل مقارب.

لو كسرتُ فنجانًا لك ويش أضمن على المذهب؟

طالب: القيمة.

الشيخ: بالقيمة، وعلى القول الصحيح: بفنجان مثله أو لا؟

ولو كسرتُ قلمك فعلى المذهب: أضمنه بالقيمة، وعلى القول الثاني: أضمنه بقلم مثله، نعم إن تعذر المثل ما وجدنا رجعنا إلى القيمة ( ... ).

***

(السادس: أن يقبض الثمن تامًّا): (أن يقبض) الفاعل مَن؟

طالب: المسلَم.

الشيخ: المسلَم إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>