للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقولون: ما يصلح، ما يجوز يعطيك رهنًا، السبب؟ قال: لأنه إذا تعذر الوفاء رجع المسلِم إلى الرهن فاستوفى من الرهن، وإذا استوفى من الرهن فقد صرفه إلى غيره، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «مَنْ أَسْلَفَ فِي شَيْءٍ فَلَا يَصْرِفْهُ إِلَى غَيْرِهِ» (٧) عرفتم ولَّا لا؟ أو ما تصورتم المسألة؟ تصورتموها زين؟

هذا رجل جاء إليَّ وهو فلاح -فلاح يعني زَارِعًا- وقال: أبغيك تعطيني ألف ريال سلمًا وأعطيك ألف كيلو تمرًا -بناء على صحة الإسلام في التمر وزنًا- قلت له: ما يخالف أنا أعطيك ألف ريال، لكني أريد أن أحتفظ لنفسي رَهِّن مثلًا بيتك أو رَهِّن لي المزرعة، قال: ما يخالف أنا أراهنك. يصح الرهن ولَّا ما يصح؟

طلبة: ما يصح.

الشيخ: يقول المؤلف: لا يصح الرهن، لماذا يا مؤلف؟ قال: لأنك إذا أعطيته الرهن وتعذر الوفاء في المستقبل يبيع الرهن ويأخذ قروشه من الرهن، فيكون قد صَرَفَ السلم إلى غيره.

الكفيل أيضًا ما يصح يجاب كفيل، سواء كان كفيلًا كفالة إحضار بدن أو كفالة غرم ما يصح، ويش لون الكفيل؟ هذا مثل عيسى أراد سلمًا من عبد الإله –فهمتم؟ ولاحظوا يعني لها فائدة التمثيل بهذين الرجلين- أراد سلمًا من عبد الإله، وقال عبد الإله: ما أعطيك سلمًا حتى تأتي لي بكفيل يكفلك، إذا حل السلم وأنت ما عندك شيء فإنه اللي يُسَلِّم عنك. فقال بندر: أنا أكفله. يصح ولَّا ما يصح؟

طالب: يصح.

الشيخ: لا، على المذهب المؤلف ما يصح، يقول: ما يصح الكفيل، لماذا؟ لأن عيسى لو أعسر في المستقبل وراح مثلًا عبدُ الإله يطالب بَنْدَرًا ويش يكون؟ صرَفَه إلى غيره؛ استوفى من غير صاحب الحق.

وهذا أيضًا ضعيف، والصواب: أنه يصح الرهن والكفيل به.

إذن: كل المسائل اللي عندنا الآن: الهبة، والبيع، والحوالة به، والحوالة عليه، وأخذ العوض، والرهن، والكفيل، سبع مسائل كلها الصحيح خلاف ما قال المؤلف، لكن لا بد من ملاحظة الشروط التي أضفناها عند كل مسألة.

<<  <  ج: ص:  >  >>