قال:(وإن أنفق على الرهن بغير إذن الراهن مع إمكانه لم يرجع) أنفق على الرَّهْن، وهو يتمكن من أن يستأذن الراهن فإنه لا يرجع عليه، السبب: لأنه لم يأذن في الإنفاق عليه، وإذنه غير متعذر، ولا متعسر، يمكنه.
مثال: هذا أرهنني بيته، فجاء المطر فخر السقوف فذهبتُ إلى البنَّاء، وطلبت منه أن يأتي لإصلاح السقوف فجاء فعلًا، هل أرجع على الراهن بما سلمته للبنَّاء؟
طلبة: لا.
الشيخ: فيه تفصيل؛ إذا كان يمكن استئذانه فلم تفعل؛ لم ترجع، وإذا كان لا يمكن؛ فلك الرجوع، فإذا قُدِّر أن الراهن في محل بعيد، ولا يصله التلف، والمطر الآن ينزل، ولو تركناه تشققه الأمطار لفسد ودمر، فهنا لي أني أرجع ولَّا لا؟
نعم، لي أن أرجع، كذلك لو كان الرهن حيوانًا، الحيوان يحتاج إلى نفقة، لكنه لا يُركب ولا يستدر، فهل أرجع على الراهن إذا أنفقتُ عليه؟
فيه تفصيل؛ إن كان يمكن استئذانه فأنا لا أرجع، وإن كان لا يمكن فأنا أرجع، مثال هذا: أرهنني حمارًا يُركب ولَّا ما يُركب؟
الطلبة: يُركب.
الشيخ: إذن أُنفق عليه بركوبه. أرهنني شاة ليس فيها لبن يمكن ركوبها؟
طلبة: لا.
الشيخ: يمكن درها؟
طلبة: لا.
الشيخ: لا يمكن، ما فيها لبن، تحتاج إلى إنفاق ولَّا ما تحتاج؟
طلبة: تحتاج.
الشيخ: تحتاج إلى إنفاق، فصرت أنفق عليها بالعلف، والتدفئة، وجلب الماء، وما أشبه ذلك، هل أرجع على صاحبها؟
فيه تفصيل؛ إن أذِن وقال: أنفِق عليها؛ رجعت، إن لم يأذن، فإن كان يمكنني استئذانه لم أرجع، وإن كان لا يمكنني رجعت، لو كان يمكنني استئذانه، وأنفقت بنية الرجوع أرجع ولَّا ما أرجع؟