الشيخ: نعم، فإن لم أستأذنه مع إمكانه فلا رجوع عليه؛ لأنه ملك غيري، فلا يمكن أن أتصرف إلا بإذن صاحبه، وإن كان غائبًا لا يمكن استئذانه ولكني ما نَوَيْت الرجوع، فعلى كلام المؤلف في الشرح لا أرجع، وعلى القول الثاني أرجع ما لم أَنْوِ التبرع، وهو الصحيح.
طالب: كيف هرب ربها؟
الشيخ: هرب، ما يمكن استئذانه إذا هرَب، يعني مثلًا إنسان عنده إبل أَجَّرَها هذا الرجل، وخاف أن يطالبه بقيمة العلف فهرب، هرَب الرجل، فنقول كما قلنا في الرهن -طبعًا استئذان المتعذِّر- نقول: إذا أنفقت بنية الرجوع فإنك ترجع؛ لأنك أنفقت لإنقاذ مال غيرك، فكان لك الحق في أن ترجع.
والحاصل أن مَن أنفق على مال غيره إن كان بإذن مِن الشرع رجع، بإذن من المالك رجع، بغير إذن لا من المالك ولا من الشرع ففيه التفصيل الذي ذكرنا، إن كان قد نَوَى التبرُّع؟
طلبة: فلا يرجع.
الشيخ: لم يرجع، إن نوى الرجوع ولم يستأذن مع إمكانه؟
طلبة: لم يرجع.
الشيخ: لم يرجع، إن نوى الرجوع ولم يستأذن لتعذر الإذن؟
طلبة: يرجع.
الشيخ: رجع، هذا هو الضابط في هذه المسائل.
يقول:(ودواب مُسْتَأْجَرَة هَرَبَ رَبُّهَا)، كيف يقول: هرب ربها؟ ما هي الربوبية من خصائص الله؟
طلبة: هذه مقيَّدة بصاحبها.
الشيخ: هذه مقيَّدة؛ لأنه ربٌّ لهذا الشيء المعيَّن، ولأنه رب لا يملك التصرف المطلق كما يريد.
قال:(ولو خَرِبَ الرهنُ فعَمَرَهُ بلا إذن رجع بآلته فقط)، (خرب الرهن) يعني رَهَنَهُ دارًا فتهدمت فعمرها، فإنه يرجع بالآلة فقط، ويش الآلة؟ يعني الشيء الذي وضعه فيه، مثل الخشب، لَبِن، أبواب، هذه يرجع بها، لماذا؟ لأنها ملكه، فهذا البيت الذي خرب اشتريت له أبوابًا من عندي، اشتريت له خشبًا، اشتريت له جريدًا ليُسقَّف، فأنا أرجع بماذا؟ بنفس الآلة فقط؛ لأنها ملكي، وأما أجرة العمال وما يلحق بها فلا أرجع بها، وهذا هو معنى قول المؤلف:(رجع بآلته فقط).