فإذا قال قائل: ألستم قلتم: إنه لو أنفق على الحيوان رجع بنية الرجوع؟ لماذا لا تقول: إنه إذا أنفق على هذا التعمير بنية الرجوع فإنه يرجع؟
الفرق أن الحيوان محتاج أيش؟ إلى نفقة، وأما البناء ونحوه فليس بمحتاج، إلا إذا وجدنا جدارًا إذا صار فيه تهدُّم قام يصيح يقول: يا أيها الناس عَمِّرُوني، فإني متألِّم من سقوط بعضي ولتشققي، فهنا يرجع ولَّا ما يرجع؟
طلبة: يرجع.
الشيخ: يرجع إذا وُجِد، لكن هذا غير موجود.
طالب: لا يمكن فيها.
الشيخ: الشيء الذي لا يوجد، إذا عُلِّق الشيء على أمرٍ مستحيل صار ذلك الشيء مستحيلًا كما قال الشاعر:
إِذَا شَابَ الْغُرَابُ أَتَيْتُ أَهْلِي
وَصَارَ الْقَارُ كَاللَّبَنِ الْحَلِيبِ
قل له: يا أخي روح لأهلك الله يهديك، أهلك مشتاقون إليك، قال: إذا شاب الغراب ذهبت إليهم، متى يشيب الغراب؟
طالب: ما يشيب.
الشيخ: ما يشيب أبدًا، هو الغراب دائمًا أسود، وصار القارُ كاللبن الحليب كذلك؛ القار أسود، وهل يمكن أن يكون كاللبن الحليب؟ !
أبدًا لا يمكن، فالتعليق على المحال محال، فنحن قلنا: إذا قال الجدار: إني تهدَّمت وتشقَّقت فأنقذوني قبل أن أسقط وأتلف، نقول: إذا قال الجدار هكذا فإنه إذا عَمَرَه يرجع، ولكن أنَّى يكون ذلك.
وخلاصة هذا الباب الآن أن المرهون حيوان وغير حيوان، فغير الحيوان لا يجوز أن يرجع المرتَهِن بشيءٍ أنفقه عليه؛ لأن الإنفاق عليه ليس بضروري، حتى لو عمره فعلًا فإنه لا يرجع إلَّا بماذا؟
طلبة: بالآلة.
الشيخ: بالآلة فقط، يعني مواد البناء، الآلة عندهم بمعنى مواد البناء عندنا، يرجع بها فقط، وأما أجرة العمال والبناء وتحضير المواد فإنه لا يرجع، حتى تحضير المواد ما يرجع بأجرتها، يعني لو فرض هذه المواد ما تُنْقَل من مكانها إلى البيت إلا بدراهم كثيرة فإنه لا يرجع بها، أما إذا كان الرهن حيوانًا فإنه لا بد من إنقاذ هذا الحيوان، فله أن يرجع، لكن متى؟