للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا السوق مثلًا فيه باب لجاري قديم يستطرق منه، فأردت أن أفتح بابي أمامه تمامًا محازيًا له، ظاهر كلام المؤلف هنا أنه جائز، وهو كذلك، إلا إذا تضمن ضررًا على الجار المقابل فإن له الحق أن يمنع، مثل: أن يكون باب الجار دائمًا مفتوحًا، فأفتح بابًا أمام بابه لأطَّلِع على بيته من بابي؛ لأني إذا فتحت الباب ووقفت في بابي ما أحد يستنكر، فأقف في بابي وأنا أشاهد الباب المفتوح للجار، لكن لو لم يكن لي باب وأقف عند الجدار أشاهد بيت الرجل لاستنكره الناس.

فظاهر كلام المؤلف هنا أنه يجوز فتح الباب في الشوارع النافذة ولو كان مقابل باب الجار.

ولكن هذا مقيَّد بما إذا لم يتضمن ضررًا، فإن تضمن ضررًا فإنه يُمْنَع، ويقال: افتح الباب لا محازيًا لباب جارك.

يقول المؤلف: (لا إخراج رَوْشَن وساباط ودَكَّة ومِيزَاب) هذه الأربعة ما يجوز؛ لا يجوز إخراج الرَّوْشَن.

الرَّوْشَن يقولون: إنه هو البناء الذي يُغرَز طرف الخشب على الجدار، والطرف الثاني هاوٍ، تشبه عندنا ما يسمونه بالبرندة، البرندة المعروفة.

طالب: بلكونة.

الشيخ: بلكونة؟ تشبه ما يسمى بالبلكونة، فيها بعد اسم ثاني؟ على كل حال عرفتموها، الرَّوْشَن عبارة عن بناء يُغْرَز في أصل الجدار ويمتد، ولا يكون متصلًا بالجدار الآخر، هذا عندهم يسمى رَوْشَن في لغة الفقهاء.

(وساباط) الساباط هو الذي يتصل إلى الجدار الآخر، ويسمى عندنا؟

طلبة: سقف.

الشيخ: لا، اسمه القبة عندنا، يعني هذا الطريق الآن الشارع ما يجوز إني أضع قبة على الشارع؛ لأن الشارع ملكٌ لعموم المسلمين، فهواؤه ملك لعموم المسلمين، فلا يجوز أن أختص بشيء منه.

ويقول المؤلف: (ودَكَّة) يعني: لا يجوز أن يُخرج في الطريق النافذ دَكَّة، والدَّكَّة هي عتبة الباب؛ لأن إخراج هذه الدَّكَّة يضيِّق الطريق على المسلمين، ويوجب أن يعثر به الناس ففيه أذية، فيمنع من إخراج الدَّكَّة.

طالب: ( ... ).

<<  <  ج: ص:  >  >>