قال العلماء: خمْر الذمي المستورة محترمة؛ يعني اليهودي والنصراني في البلد عنده خمر في بيته، لا يعلنها فهذه الخمر محترَمة، وكيف كانت محترمة؟ لأنها مُقتضى العقد الذي بيننا وبين أهل الذمة، فإننا نقرهم على ما يعتقدونه حلالًا في دينهم، فهم يعتقدون أن الخمر حلال، فإذا كانوا مستترين بها فإنه لا يحل لنا إتلافها.
فلو أن رجلًا دخل بيت ذمي، ووجد عنده خمرًا، وكسر آنيته، يضمن أو لا؟
طالب: يضمن الخمر والآنية.
الشيخ: الخمر يضمنه، لا، الخمر لا يضمن؛ لأن ليس له قيمة شرعًا، لكن يضمن الآنية.
طيب هناك خمر محترمة غير خمر الذمي المستورة وهي خمرة الخلال على ما ذهب إليه الفقهاء رحمهم الله؛ خمرة الخلال، مَنْ هو الخلَّال؟ الخلَّال الذي يصنع الخل، وتعرفون أن الخلال يكون عنده خل كثير، أحيانًا ينسى فيتخمَّر بعض الخل، أو يحدث تغيُّر في الجو؛ يعني بحيث يكون يأتي صُدفة قصدي أنه يأتي من غير توقع من الإنسان فيكون حارًّا الجو، فيتخمَّر الخل.
قال أهل العلم: وهذا الخمر محترَم؛ لأنه يجوز للخلَّال أن ينتظر به حتى يتخلَّل، فاهمين الموضوع ولَّا لا؟ هذا رجل خلَّال، من هو الخلال؟ الذي يصنع الخل، يأتي بالعصير من جميع الأصناف، عصير عنب وتين وغيره من كل الأصناف، يعصره ويضعه في أوانٍ حتى يأتي الناس يشترون منه.
في يوم من الأيام صار الجو حارًّا من غير توقع، فتخمر العصير، يقول العلماء: إن له أن يتربص به حتى يصير خلًّا؛ لأن الخمر أو العصير إذا تخمر يبقى مدة، ثم يعود فيكون خلًّا فله أن ينتظر به حتى يكون خلًّا، لماذا؟ قالوا: لأنه لو أُمِر بإراقته فأراقه لحصل عليه ضرر كبير، فهو رجل خلَّال يفوته بعض الأحيان الوقت، فيتخمر الخل عنده.