الشُّفْعة (فُعلة) من الشَّفْع، والشَّفْع ضد الوِتْر، قال الله تعالى:{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}[الفجر: ٣]. وأصله مأخوذ من العدد المثنى، يعني اثنين شفع، وثلاثة وتر، وأربعة شفع، وهكذا؛ فالشفعة من حيث اللغة العربية نقول: مأخوذة من الشفع وهو جعل الواحد شفعًا؛ أي اثنين، وأما في الاصطلاح فقال المؤلف رحمه الله:(وهي استحقاق) إلى آخره، وانتبهوا للتعريف استحقاق الشريك (وهي استحقاق انتزاع حصة شريكه ممن انتقلت إليه بعوض مالي بثمنه الذي استقر عليه العقد)
قال:(استحقاق انتزاع) يعني أن الشريك يستحق أن ينتزع حصة شريكه ينتزعها منين؟ ممن انتقلت إليه بعوض مالي، ينتزعها بثمنها الذي استقر عليه العقد.
ولننظر الآن لمتعلقاتها، (انتزاع حصة شريكه ممن) الجار والمجرور متعلق بـ (انتزاع)(بثمنه) متعلق أيضًا بـ (انتزاع) يعني أنه ينتزع بثمنه الذي استقر عليه العقد، مثال ذلك: زيد وعمرو شريكان في أرض، فباع عمرو نصيبه على خالد، فنقول لزيد أن ينتزع نصيب عمرو منين؟ من خالد (بثمنه الذي استقر عليه العقد)، وسُميت شفعة؛ لأن زيدًا ضم نصيب شريكه إلى نصيبه فشفعه بهذا الضم بعد أن كان مالكًا لهذا الملك من وجه واحد صار مالكًا له من وجهين.
نضرب مثلًا حاضرًا: أنت ومحمد شريكان في أرض، معلوم هذا ولَّا لا؟ بينكما أرض مشتركة، فباع محمد نصيبه على فهد واضح إلى الآن؟ فانتزعت نصيب محمد الذي باعه على فهد من فهد؛ يعني أخذته أنت وقلت لفهد: أعطيك القيمة التي دفعت، أفهمت الآن؟
وجه كونها شفعة؛ لأن الشريك ضم نصيب شريكه إلى نصيبه، فشفَعَه بهذا الضم؛ أي بدل أن كان مالكًا لهذه الأرض من وجه واحد صار مالكًا لها من وجهين.
بقي علينا أن ننظر كلام المؤلف:(استحقاق انتزاع حصة شريكه) من المنتزِع الشريك اللي باع ولَّا الذي لم يبِع؟