للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حكم الوديعة: حكم الوديعة بالنسبة للمودِع جائزة، وقد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر من مكة إلى المدينة، وحكمها بالنسبة للمودَع سُنَّة إن قدر على حفظها؛ لأنها من الإحسان، وقد قال الله تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: ١٩٥]، أما من لا يقدر على حفظها، فإنه لا يجوز له أخذها، سواءٌ كان لا يقدر على حفظها لعدم وجود مكان يحفظها فيه، أو لأنه لا يأمن نفسه عليها؛ لأن بعض الناس قد لا يأمن نفسه عليها، بحيث إنه إذا كانت الدراهم عنده ربما يتصرف فيها.

***

( ... ) وعلى نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

يقول المؤلف رحمه الله في باب الشفعة: (إن عهدة الشفيع على المشتري)، ( ... ) بالنسبة للمودَع بالفتح مستحبَّة، إذا أمِن نفسه على ذلك وقوي على حفظها، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: ١٩٥]، فهي من الإحسان؛ لأن الرجل إذا أعطاك شيئًا تحفظه له فلولا أنه محتاجٌ إلى ذلك ما أعطاك، وإذا كان محتاجًا إلى ذلك وقضيت حاجته؛ كان ذلك من الإحسان المأمور به المحبوب إلى الله.

وقد ثبت في الحديث الصحيح أن الله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه؛ وعلى هذا فيُستَحب للإنسان إذا وُدِع وديعة وأمِن نفسه عليها وقَوِيَ على حفظها أن أيش؟ أن يتقبل ذلك، وأن يحفظها لصاحبها.

ولكن ما هو الوصف الذي يكون عليه الوديع؟ الوديع: المودَع يعني، الوصف أنه أمين؛ أي مؤتمن؛ لأنه قَبَض المال بإذن مالكه، وكل مَنْ قَبَضَ المال بإذن مالكه أو بإذن من الشارع، فإنه أمين، فالوكيل مثلًا أمين ولَّا لا؟

الطلبة: ( ... ).

الشيخ: والمستأجِر؛ مستأجِر الدابة والسيارة والبيت، أمين ولَّا لا؟

الطلبة: ( ... ).

الشيخ: ولي اليتيم في مال اليتيم؟ أمين؛ لأنه قبضه بإذن الشارع.

<<  <  ج: ص:  >  >>