للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وظاهر كلامه أن لو خلاطها بمتميز فلا ضمان؛ لإمكان التخليص؛ مثل أن يودع شخصٌ رجلًا كيس رزٍّ فيخلطه ببر، ثم يُسْرَق الكل، فظاهر كلام المؤلف أنه لا ضمان عليه، لماذا؟ لأنه متميز، فيمكن تخليصه أو تخليص بعضه من بعض.

نعيد المثال مرة ثانية: زيدٌ أودع عمرًا كيسًا من البر، فقام عمرٌو فخلطه بكيس من الرز، الخلط متميز ولَّا غير متميز؟ متميز، ثم سُرِقَ الجميع، فليس عليه ضمان على كلام المؤلف، لماذا؟ لأنه متميز؛ يمكن أن يخلص بعضه من بعض.

متى تلقط الرز من البر؟ افرض أن المودِع جاء إليك وقال: أعطني وديعتي، تقول: اصبر اللقط لك البر من الرز؟ ! ( ... ) من يومك، كثير، اللهم إلا أن ييسر الله لك منخلًا ينخل الحب الصغار وتبقى الحب الكبار ممكن تكون سهلة.

ولكن الصحيح أنه يضمن في هذه الحال؛ لأن كل إنسان يعلم أن هذا عدوان، كيف تخلط هذا المال الذي يصعب تخليصه منه؟ !

لكن لو خلطها بمتميز تميزًا واضحًا؛ مثل أن يودع زيدٌ عمرًا عشر بيضات فيخلطها بعشر من التفاح، يضمن ولَّا لا؟ هذا متميز، ولا يصعب تمييزه؛ لأنه أعطانيها عشر بيضات وعندي عشر تفاحات في الثلاجة، فوضعتها في الطبق اللي فيه التفاح، فهنا لا ضمان عليه، واضح، لماذا؟ لأن هذا متميز تميزًا يسهل تخليصه مما خلط معه، بخلاف البر مع الرز.

وعلى هذا فيقال: إذا خلط المودع الوديعة فلا يخلو من ثلاث حالات:

أن يخلطها بغير متميز، فعليه الضمان.

أن يخلطها بمتميز يصعب فيه التمييز، فعليه الضمان، والمذهب -في ظاهر كلام المؤلف- لا ضمان عليه.

الثالث: أن يخلطها بمتميز يسهل فيه التمييز، فهذا ليس عليه ضمان، والأمثلة عرفتموها.

***

يقول المؤلف رحمه الله تعالى: (فصل: ويُقْبَل قول المودع في ردها إلى ربها أو غيره بإذنه وفي تلفها وعدم التفريط) هذا الفصل عقده المؤلف لبيان من يُقْبَل قوله من المودِع أو المودَع.

<<  <  ج: ص:  >  >>