كذلك لو ادعى أنه اجترفها السيل؛ إنسان بدوي أعطاه بدوي آخر شاة وقال: خذ هذه وديعة عندك، ثم جاءه يطلبها بعد سنة، واللهِ يا أخي جاء ( ... ) سال الوادي فاجترفها وذهبت، ماذا نقول له؟ نقول: أقم بينة بأن الوادي سال واجترفها، سال بس يكفي، فإذا أقام بينة بأن الودي سال قُبِلَ قوله في أنه اجترفها.
وإن ادعى أن الوداي سال وليس حوله أودية، بل كل الذي حوله رمال؛
لا يمكن أن ينقع فيها السيل فضلًا على أن يجرف، يُقْبَل قوله ولَّا لا؟ لا يقبل قوله.
المهم على كل حال إذا ادعاه بأمر ظاهر فلا بد من أيش؟ من البينة على وجود هذا الأمر الظاهر، ثم يُقْبَل قوله في التلف.
وكذلك لو ادعى أن السفينة غرقت؛ قال: واللهِ أنا ركبت السفينة والوديعة معي وغرقت، ماذا نقول؟ أقم بينة أولًا بأن السفينة غرقت، ثم نقبل قولك بأنها تلفت.
كذلك يُقْبَل قوله في عدم التفريط، أيش معنى؟ من اللي يقول بعدم التفريط؟ المودَع، يقول: أنا لم أفرط، فقال صاحبها: فرطت، فقال: لم أفرط، فقال: فرطت، لماذا يقول: فرطت؟ من أجل أن يضمنه، ولماذا يقول: لم أفرط؟ من أجل ألَّا يضمن.
فالقول بعدم التفريط قول المودَع؛ لأنه مؤتمن، وإذا كان مؤتمنًا فإن القول قوله؛ ما على المحسنين من سبيل، وأنت قد أمنته، فإذا ادعيت أنه مفرط فأقم بينة.
طيب والتعدي؟ لو قال صاحب الوديعة: أنت تعديت في وديعتي، فقال: لم أتعد، فالقول قول المودَع؛ لأن الأصل عدم التعدي، وهذا الرجل مؤتمن.
فنقول إذن لصاحب الوديعة: هات بينة على أن الرجل قد فرَّط أو تعدى وحينئذٍ نُضَمِّنه.