الشيخ: نعم، ليش؟ لأنك تقول: إنه يوم الثلاثاء ما أودعك، ثم تجيب بينة تشهد أنك يوم الاثنين رددت الوديعة، وهذا يقتضي أنه أودعك، فكلامك الآن يناقض بينتك فلا يُقْبَل.
إذا ادَّعى ردًّا غير سابق لجحوده؛ هو بالأول أنكر، ثم ثبتت بالبينة، ثم ادعى ردًّا بعد جحوده، فهذا لا يُقْبَل إلا ببينة، كيف لا يُقْبَل إلا ببينة وهو مودع؟
يقول: نعم؛ لأن جحده إياها أخرجه من الأمانة إلى الخيانة، فلما أخرجه إلى الخيانة قلنا: لا نقبل قولك في الرد؛ لأن يدك أصبحت ليست يد أمانة، فعليك أن تقيم بينة، ونحن إذا أقمت البينة نقبل البينة.
لماذا نقبل البينة وقد جحد؟ لأنه لم يحصل تناقض بين قوله؛ يعني: بين جحوده وبينته في الرد. واضح ولَّا غير واضح؟
الطلبة: واضح.
الشيخ: طيب، المثال: ادعى زيدٌ على عمرٍو أنه أودعه وديعة، فأنكر عمرٌو قال: ما أودعتني، فأقام زيدٌ على عمرٍو بينة تشهد بأنه أودعه، ما تقولون الآن؟ ثبتت الوديعة.
ادَّعى عمرو -لما رأى أن الوديعة ثبتت عليه- ادعى عمرو أنه ردها، وكان جحوده في يوم الثلاثاء، وادعى أنه ردها يوم الأربعاء، فالرد كان بعد الجحود ولَّا قبل؟
الطلبة: بعد.
الشيخ: بعد الجحود، نقول: الآن: ما نقبل قولك في الرد، حتى وإن كان الرد بعد الجحود، لماذا لا نقبل؟ لأنك لما أنكرت الوديعة صرت غير أمين، وغير الأمين لا يُقْبَل قوله في الرد إلا ببينة، قال: طيب، تبغون بينة؟ أنا أجيب لكم بينة، فأتى ببينة تشهد أنه ردها يوم الأربعاء، تُقْبل ولَّا ما تُقْبل؟