للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(أو بعده بها) ويش معنى (بعده)؟ أي: يُقْبَل قوله بعد الجحود إذا ادعى التلف أو الرد بعد الجحود ببينة؛ لاحتمال أن تكون الوديعة طرأت بعد الجحود وقبل دعوى التلف أو الرد، فلما كان هذا الاحتمال قائمًا لم يحصل تناقض. وسيأتي -إن شاء الله تعالى- مناقشة هذا في الدرس القادم والذي لم يفهمها يتأملها.

***

( ... ) والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

سبق لنا أن المودَع لو نفى الوديعة، ثم ثبتت ببينة أو إقرار، فما الحكم؟ ( ... ).

ثم قال: (وإن ادعى وارثه الرد منه أو من مورثه لم يُقْبَل إلا ببينة) (إن ادَّعى وارثه) وارث من؟ وارث المودَع، (الرد منه) أي: من المودِع، و (من) هنا بمعنى (على).

(أو من مورثه) أي: من مورث المودع فإنه لا يُقْبَل، إن ادعى وارثه الرد منه؛ أي: من الوارث؛ أي: وارث المودع، والآن نحلها حلًّا آخر.

فـ (من) هنا: للابتداء وليست بمعنى (على) كما قلت آنفًا.

ادعى وارث المودع الرد منه؛ أي: ردًّا منه؛ أي: من الوارث أو من مورثه -وهو المودَع- لم يُقْبَل.

مثال ذلك: أودع زيدٌ عمرًا وديعةً، ثم مات عمرٌو، فجاء زيدٌ إلى ورثة عمرو وادَّعى الورثة أن عمرًا ردها على زيد فإن ذلك لا يُقْبَل إلا ببينة، أو ادعى ورثة عمرٍو أنهم ردوها على زيدٍ بعد موت عمرِو فإنه لا يُقْبَل إلا ببينة.

(إذا ادعى وارثه) الضمير يعود على المودع، (الرد منه) من الوارث، (أو من مورِّثه) وهو المودع؛ يعني: أن وارث المودَع قال للمودِع: قد رددت عليك الوديعة، هذا يعود على قوله: (منه)، أو قد رد عليك مورِّثي الوديعة، هذا على قوله: (أو من مورِّثه)، ومعنى العبارة: أنه إذا ادعى وارث المودَع أنه رد الوديعة أو أن مورثه -وهو المودع- رد الوديعة فإنه لا يُقْبَل.

هل يُقْبَل ببينة ولَّا لا؟ يعني: لو أقام بينة على أن المورث -وهو المودع- ردها أو أنه هو -أي: الوارث- بعد موت المورث ردها فإنه يُقْبَل بالبينة لا بالدعوى؟

<<  <  ج: ص:  >  >>