لا؛ لأن صاحب المال يقول: أنا ما أمرتك لا باللفظ ولا بالقرينة، ليش يمكن نأخذ منها عوضًا، نفس صاحب المال يقول: لماذا تتصرف في مالي؟ أنا كريتك على هذا، مثال ذلك: إنسان رأى هذه السيارة واقفة عند الباب وفيها وسخ، وذهب وجاب منشفة وصابون ونظف السيارة كأنها جديدة، الآن فلما جاء صاحب السيارة، قال: يلَّا أعطني عشرة ريالات، يلزمه ولا ما يلزمه؟
طلبة: ما يلزمه.
الشيخ: ليش؟
طالب: لأنه ما أمره.
الشيخ: لأنه لم يأمره، لكن لو حصل من السيارة خلل؛ ابتداء حريق، فعالجها حتى أطفأها، ثم جاء يطلب الأجر، هذا يقال: إنه هلكة، له ذلك؛ لأن هذا وإن لم يقل صاحبها بلسان المقال: أنقذْها، فقد قاله بلسان الحال.
أما مسألة التنظيف والتغسيل فهذا لم يقله لا بلسان الحال ولا بلسان المقال، وكثير من الناس إلى الآن إذا اشتروا سيارات جُدُدًا وعليها غبارها قال: خلها تبقى مغبرة؛ لأجل يدرون الناس أنها جديدة، ثم يفك الأمبير حق العداد، وإذا شاف الواحد يقول: ما مشت إلا عشر كيلوات أو نحو ذلك مما فيه تجربة ويَغُشُّ الناس بهذا الشيء، نسأل الله العافية.
على كل حال أهم شيء إنَّ عندنا هذه المسألة؛ وهي أن مَنْ عمل لغيره عملًا إلى جُعْلٍ لم يستحق عوضًا إلا ما ذكره المؤلف والمسألتين اللتين أشرنا إليهما.
قال المؤلف:(ويرجع بنفقته أيضًا)(يرجع) من؟ رادُّ الآبق (بنفقته أيضًا) وإنما يرجع بنفقته؛ لأن الآبق في ضرورة إلى النفقة مثل الأكل والشرب والكسوة والإيواء، كل هذا له أن يرجع بعوضه؛ لأن هذا من الأمور الضرورية لهذا الآبق، فله أن يرجع فيه.
فإن نوى التبرع بهذا كله؛ برد الآبق والنفقة، ثم بعد ذلك نُدِّم، وقيل له: كيف تنوي التبرع وقد خسرت عليه كذا وكذا وتعبت فيه؟ فأراد الرجوع ..
طلبة: له أن يرجع.
الشيخ: لا، ليس له أن يرجع؛ لأنه حال فعْلِه فَعَلَه لا على سبيل التعويض، انتبه!