الشيخ: للممتنع؛ الثور يمتنع من صغار السباع؛ يعني: لو جاء الذئب إلى الثور ما يقدر يأكله، ينطحه الثور حتى يشق بطنه، الجمل كذلك لا يمكن أن يأكله السبع الصغير ينطحه برجله حتى يهلكه، فهذا الذي يمتنع من السبع الصغير يحرم أخذه؛ والدليل كما سمعتم.
وقوله (ونحوهما) كالجاموسة مثلًا؛ فإنه يَحْرُم أخذها، وكذلك ما يمتنع من السبع الصغير بعدوه كالظباء، فإنه يمتنع من السبع الصغير بعَدْوِه؛ سرعته، وكذلك ما يمتنع من السبع الصغير بطيرانه مثل الحمام، فإذا وجدت حمامة حَرُم عليك أخذها، دعها؛ لأنها تأكل الحب وتشرب الماء وترجع إلى صاحبها كما جاء في الحديث:«لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ؛ تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا»(٥)
إذن ما امتنع من السبُع الصغير لكبر جسمه أو لشدة عدوه أو لطيرانه فإنه يَحْرُم أخذه.
يرد علينا ما يورده كثير من الناس بالنسبة للحمامة؛ تأتي حمامة إلى بيته ويطردها، ولكنها تأتي يطردها، وتأتي فماذا يصنع معها؟ أحيانًا تبيض وتفرخ ويحصل منها كميات، فماذا يصنع؟
أقول في هذا: إذا عجز عن طردها فأحسن ما يكون أن يقدِّر ثمنها؛ أن يقدر قيمتها ويتصدق بها لصاحبها، وتكون هذه الحمامة ملكًا له؛ لأنه مشكل إذا قلنا: إنه لا يملكها وفرخت عنده وصار لها نماء كثير، فلمن يكون هذا النماء؟ فنقول: من الأصل إذا عجزتَ عن طردها فقدِّر قيمتها وتصدَّق بها وتكون لك.
إلا أن تكون تعرف مالكها، فإن كنت تعرف مالكها وجب عليك إبلاغه بأنها عندك ثم إن شاء طلبها وإن شاء تركها.