وأما الحيوان فقد اختلف العلماء في وجوب تعريفه؛ فمنهم من قال بوجوب التعريف كما هو كلام المؤلف حيث قال:(يُعَرِّفِ الْجَمِيعَ)، ومنهم من قال: إنه لا يجب أن يعرفه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«هِيَ لَكَ» في الشاة يجدها الرجل قال: «هِيَ لَكَ، أَوْ لِأَخِيكَ، أَوْ لِلذِّئْبِ»، و (أو) هنا للتخيير فهي لك إن شئت ألا تعرِّفْها، أو لأخيك إن عرَّفْتَها فوجدها، أو للذئب إن شئت ألا تأخذها ولا تعرِّفْها فهي للذئب يأكلها.
ولكن الصحيح ما ذهب إليه المؤلف؛ أنه يجب أن يعرِّف الجميع؛ الحيوان وغير الحيوان ومعنى يعرِّف؛ أي: يطلب مَنْ يعرِّفْها فيقول مثلًا: مَنْ ضاعت له الدراهم؟ من ضاعت له الدنانير؟ من ضاع له الحلي؟ من ضاع له القلم؟
وما أشبه ذلك من الألفاظ المجملة التي تبين النوع دون الوصف؛ فيبين النوع دون الوصف لا يقول مثلًا: مَنْ ضاع له القلم الذي صفته كذا وكذا وكذا، أو مَنْ ضاعت له الساعة التي صفتها كذا وكذا؛ لأنه لو قال: هكذا لادَّعاها كلُّ إنسان لكن يبين النوع دون الوصف.
أنا أقول: يبين النوع، لماذا لم نقل: يبين الجنس؟
لأنه أبلغ في الإبهام؛ لأن الجنس بعيد، قد لا يخطر ببال السامع أن هذا هو الشيء الذي ضاع له، فلا يقول مثلًا: مَنْ ضاع له المتاع؟ ويش السبب؟
لأن المتاع كثير فقد لا يخطر ببال السامع أنه الشيء الذي ضاع له، إذا وجد قلمًا لا يقول: مَنْ ضاع له المتاع؟ ماذا يقول؟