الشيخ: مَنْ ضاع له القلم؟ لأن هذا أولًا أقرب إلى ذهن السامع، والثاني أنه أريح للواجد؛ لأنه لو قال: من ضاع له المتاع؟ وقد وجد القلم، وكان فيه مئة نفر؛ واحد ضايع له المسجل، واحد ضايع له الراديو، واحد ضايع له الثوب، واحد ضايع له قلم، واحد ضايع له ساعة، كان كل هؤلاء سوف يأتون إليه، وربما يقضون مضجعه كل ساعة من ليله، يطق عليه واحد: سمعت إنك تنشد ضالة، أنا ضايع لي قلم، يقول: ما هو قلم، يروح بعد ما يضع رأسه على الوسادة وإذا بالباب يقرع: سمعت إنك تنشد ضالة. أنا ضايع لي مصحف. والله ما هو بمصحف اللي وجدته. في أمان الله. راح ينام، إذا وضع رأسه على الوسادة جاءه الثالث والرابع، وهلم جرًّا.
لكن إذا قال: قلم. ويش يحدث؟ كل مَنْ ضاع له شيء سوى القلم، فيكون هذا أخصر؛ يعني: مع كونه أقرب إلى تصور السامع فهو أريح لمن؟
طلبة: للواجد.
الشيخ: للواجد.
إذن (يُعَرِّفِ الجميع) ويش معناها؟
طالب:( ... ).
الشيخ: إي، يعرِّف؛ يطلب مَنْ يعرف هذا الشيء الضائع، ويسميه بأيش؟
بالنوع لا بالوصف؛ يعرفه بالنوع لا بالوصف، نقول: بالنوع دون الجنس؛ لأنه أقرب إلى تصور السامع وأريح بالنسبة لمن؟ للواجد
(لا بالوصف) ليش؟ لئلا يدَّعيه مَنْ ليس له، فيأتي ويصفه حسب وصف الواجد، وهو ليس له.
قال:(في مجامع الناس) أي: في الأماكن التي يجتمعون فيها مثل الأسواق.
طالب:( ... )
الشيخ: لا، يا أخي؛ قال: غير المساجد يا أخي، في الأماكن التي يجتمعون فيها؛ كالأسواق وكحفلات الزواج، وغير ذلك مما يكون مجتمعًا للناس فلا يجزئ إذا عرفها في بيته، مثلًا عزم اثنين ثلاثة دعاهم إلى بيته، وقال: من ضاعت له الساعة؟ مثلًا، هذا ما يكفي، لا بد أن تكون في المجامع.