الشيخ: لا يملكه؛ لأن هناك فرقًا بين الفلاة وبين البلد، إذا تركه بالفلاة فقد تركه في موضع يغلب على ظنه أنه يهلك فيه، فهو قد أيس منه، أما إذا تركه في البلد فالبلد محل أمن، يمكن يأتي بشيء يأخذه أو يذبحه أو ما أشبه ذلك، فلهذا يفرَّق بين الفلاة وبين البلد.
لو ترك طنًّا من حديد في الفلاة لعجزه عنه؟
طالب: عجزًا عنه؟
الشيخ: معلوم عجزًا عنه.
الطالب: ليس يحل له.
الشيخ: ولنفرض أن الشيء يمكن حمله، ترك مثلًا خمسين كيلو، كان حاملها بالأول ثم تعب وخلاها.
طالب: ليس يحل له أن يأخذه، ما دام تركه عجزًا عنه فليس له أن يأخذه.
الشيخ: ما الفرق بينه وبين الحيوان؟
طالب: الفرق بينه وبين الحيوان أن الحيوان يهلك، بينما هذا لا يهلك.
الشيخ: نعم هذا الفرق؛ الفرق بينهما أن الحيوان يهلك، وإذا تركه فإنه قد يغلب على ظنه أنه هلك، وأنه تركه، ما عنده أمل أن يرجع إليه، لكن الحديد والمتاع وشبهه يمكن أن يبقى ويرجع إليه.
طيب فإن جاء به أحد إليه هل يستحق الأجرة؟
الطالب: إن جاء به أحد إليه يستحق.
الشيخ: يستحق؟
الطالب: نعم.
الشيخ: كيف يستحق؟
الطالب: لأنه كفاه مئونة حمله.
الشيخ: إي لكن إذا قال: أنا بارجع لما أنا عجزت عنه الصبح على أني آخر النهار باطلع وأجيبه.
الطالب: إذن ليس له ..
الشيخ: إذن فصّل ولَّا قل: ليس له شيء، فعندنا الآن إما أن نقول: له الأجرة، أو لا أجرة له، أو إن كان عندك تفصيل فصل.
الطالب: إن كان لا يستطيع نقل هذا الحديد إلى البلد فمحضره له أجرة، وإن كان يستطيع ونوى الرجوع وهذا تعجل وأحضره فليس ..
الشيخ: هذه صورة المسألة: رجل كان معه خمسون كيلو من الحديد حامله، قصر وتعب ووضعه في الأرض ودخل البلد.
الطالب: تركه عجزًا عنه ثم هذا أحضره إلى البلد فليس له أجرة.
الشيخ: ليس له أجرة لماذا؟
طالب: لأن صاحبه سيعود إليه.