(لا يعرف نسبه ولا رقه) لأنه إن عرف نسبه فليس بلقيط، يعني عرف بأن هذا الطفل ابن فلان، هذا ليس بلقيط، ليش؟ لأن نسبه معروف، خذه هذا الطفل واذهب به إلى أبيه، ولا يمكن أن يكون لقيطًا، ولكن كيف نعرف النسب، قد يكون الرجل عرف أن هذا الطفل ابن لفلان؛ لأنه رآه معه قبل يوم أو يومين، وقد يكون هذا الطفل مكتوبًا عليه اسم أهله، يكتب عليه اسم أهله؟ كيف؟ نعم تحط عليه علامة تُربط به، وبعضهم يكتب اسم الطفل ونسبه بالوشم، تعرفون الوشم الذي يغرز بالكحل؟ بعضهم يضع الوشم أشجارًا، بعضهم يضع طيرًا، بعضهم يضع أسدًا، وبعضهم يضع اسم الرجل وقبيلته حتى لا يضيع، إذا ضاع مد يده لأي واحد من الناس وقرأ الاسم والنسب.
على كل حال، من عرف نسبه فليس بلقيط بأي وسيلة.
(ولا رقه) فإن علم رقه فليس بلقيط، يعني علمنا بأنه رقيق، وإن لم نعلم من هو له؛ لأن الرقيق إذا لم نعلم من هو له صار لبيت المال، أو صار لقطة يعرفه صاحبه، فإن عرف وإلا فهو له، المهم أن الرقيق ما فيه إشكال؛ لأنه إن لم يأخذه أحد فهو لبيت المال، وإن أخذه أحد فهو لقطة، حكمه حكم اللقطة؛ لأنه مال.
قال:(نبذ أو ضل): (نبذ) يعني وجد منبوذًا، (أو ضل) وجد ضائعًا، فهو لقيط، المنبوذ مثل أن يؤتى بطفل في المهد ويوضع في السوق، أو في المسجد، أو في الأماكن العامة، هذا اللقيط منبوذ ولَّا ضال؟ منبوذ، الضال مثل أن نجد طفلًا له ثلاث سنوات يمشي في السوق، ما نعرف لمن، هذا أيضًا يرى المؤلف أنه لقيط، لكن الناس في عهدنا يفرقون بين الأول والثاني، الأول يرون أنه لقيط، والثاني لا يرون أنه لقيط، يرون أنه صبي ضاع عن أهله، فيحفظ ويسأل عنه كالضال، فلا يعتبر عند الناس لقيطًا، وهذا هو الأرجح؛ وذلك لأن لو اعتبرناه لقيطًا سيأتي أحكامه، بل الذي نرى أن هذا لا يعتبر لقيطًا، وأنه يجب أن يبحث عن أهله؛ لأن الغالب أن مثل هذا يكون ضائعًا عن أهله.