الشيخ: نحن عرفنا أنه إذا قال: هذا وقف على أولادي وأولادهم، أن أولادهم أيش؟
الطالب: يستحقون.
الشيخ: يستحقون معهم، يشاركون آباءهم، لكن إذا قال: وقف على أولادي ثم أولادهم، فمات أحد الأولاد الثلاثة عن أولاد، فهل يستحق أولاده شيئًا؟ هذا هو محل السؤال.
طالب: ما يستحقون.
الشيخ: يرى بعض العلماء أنه لا يستحق، وأنه ترتيب بطن على بطن، فلا يستحق أولاد الميت شيئًا مع وجود أعمامهم، ويرى آخرون أنهم يستحقون مع أعمامهم؛ لأنه يصدُق عليهم قوله: ثم أولادهم، فإن أولاد الأولاد لم يُعْطَوْا شيئًا مع وجود الأولاد، لكن لما عُدِمَ الولد في أحد المستحقين فلماذا لا ينزل ولده منزلته؟
فالمسألة فيها خلاف بين العلماء، فالمشهور من المذهب أنه ليس لأولاد المتوفى شيء مع أعمامهم، فليس للبطن الثاني شيء مع وجود واحد من البطن الأول.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: بل لهم مع أعمامهم، وعَلَّلَ ذلك بأنه قال: أولادي ثم أولادهم، فمات الولد هنا، فمن يستحقه؟ يستحقه ولده؛ لأن الغالب أن الجد لا يقصد حرمان أولاد ابنه مع وجود أعمامهم، بل ربما يكون نظرته إلى أولاد ابنه الذين انكسروا بموت أبيهم أشد شفقة من نظرته إلى أولاده.
المهم أن هذه المسألة فيها خلاف، لكن لو كان هناك عُرف شائع بين الناس بأن مثل هذه العبارة ترتيب بطن على بطن فلا يستحق البطن الثاني مع الأول شيئًا، فإننا نرجع إلى العرف.
وخير من ذلك إذا أراد الْمُوقِف أن يستحق أولاد الأبناء مع وجود أعمامهم أن يُصَرِّح، فيقول: مَن مات عن ولد أيش؟ فنصيبه؟
طالب: لولده.
الشيخ: فنصيبه لولده، هذا الترتيب، الفرق بين الترتيب والتقديم أنه في التقديم يُعْطَى المقدَّم ما خُصِّصَ له، إن كان الْمُخَصَّص قد خُصِّصَ له شيء، أو كفايته إن لم يُخَصَّص له، والباقي لمن؟ للآخرين.