الشيخ:{فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا}، الحسن:{وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}. وهذا هو السر في أن الله قال:{كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ}، ولم يقل: كل ذلك كان سيئةً؛ لأنه لو قال كل ذلك كان سيئة، لكان فيه إشكال؛ لأن في أوامر، والأوامر ليست سيئات، الأوامر حسنات، ولهذا قال:{كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا}، وكل ذلك يشمل من قوله:{وَقَضَى رَبُّكَ} إلى آخر الآيات.
إذن الكراهة في لسان الشارع للتحريم، وقد تكون للمكروه، لكن الكراهة في لسان أو في اصطلاح الفقهاء هي حكم وسط بين الإباحة والتحريم، يُثاب تاركه امتثالًا، ولا يُعاقَب فاعله.
(تكره وصية فقير وارثه محتاج) فقير، من الفقير؟
الفقير في كل موضع بحسبه؛ فالفقير في باب أهل الزكاة غير الفقير في باب النفقات، وغير الفقير في باب الوصايا، الفقير في باب الوصايا من لم يترك مالًا كثيرًا، يقول: تُكره وصيِّتُه إذا كان وارثه محتاجًا، لماذا؟ لأن هذا يضر بالوارث، والوصية -كما تعلمون- لا تكون إلا بعد الموت؛ أي بعد تعلُّق حق الوارث بمال الموروث، وإذا أوصى وهو فقير، والوارث محتاج صار في هذا إضرار على الوارث، ولهذا نقول: تكره.
طيب إذا كان فقيرًا وارثه غني؟
طالب: لا تكره.
الشيخ: لا تكره، بل هي مباحة. إذا كان غنيًّا وارثه غني، فهي سُنَّة كما سبق.
قال رحمه الله:(وتجوز بالكل لمن لا وارث له)، ويش معنى بالكل؟