للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال: إن النيص وهو معروف -أظنه معروفًا لكم- النيص حيوان ذو شوك، والظاهر أنه من فصيلة القنفذ، والقنفذ معروف ولَّا غير معروف بعد؟ القنفذ معروف؛ لأن بعض الإخوان من غير السعوديين يأكلونه أكلًا ويرونه شهيًّا، النيص هو أكبر، كبير؛ يعني حجمه كالطفل الصغير من أولاد الضأن، من عادته أنه يأكل جمار النخل، فيفقش النخلة ويأكل جمارها، هذا ربما يُسْتَعان بالكلب عليه إن كان الكلب يقدر عليه، وإلا نبحه حتى يسمع أهلُ الحرث، لكن هذا النيص معه -بإذن الله- سهام؛ كل جلده شوك كالمسامير الطويلة، إذا أحد ضايقه انتفض فخرجت السهام إلى هذا المضايق فأصابته، سبحان الله! ولذلك يصعب العثور عليه إلا من بعد.

ولكن هل هو حلال أو حرام؟ المشهور عند الحنابلة أنه حرام، وذهب كثير من أهل العلم -إن لم يكن أكثر أهل العلم- أنه حلال؛ لأنه لا يفترس، فليس ذا ناب من السباع، وإنما يأكل الجمار وشبهه، هذا حلال، على كل حال نحن ذهبنا بعيدًا.

أقول: الكلاب التي يباح اقتناؤها ثلاثة، ما هي؟

طلبة: الصيد والحرث والماشية.

الشيخ: الصيد والحرث والماشية. ماذا تقولون في اقتناء الكلب لحفظ البيت؛ يعني بأن يكون الإنسان في مكان من البر وحده واقتنى كلبًا لحماية البيت من اللصوص أو غيرهم؟

طلبة: يصح.

الشيخ: يجوز؟ نعم، نقول: يجوز، بل من باب أولى؛ لأنه إذا جاز اقتناء الكلب لحماية الماشية فاقتناؤه لحماية النفوس من باب أولى، وإذا جاز اقتناؤه لحماية الحرث فاقتناؤه لحماية الذهب والفضة من باب أولى، فالرسول عليه الصلاة والسلام ذكر هذه الثلاث تنبيهًا على ما كان مثلها أو أولى منها، إي نعم.

يقول: (وبزيت متنجس وله ثلثهما) (بزيت متنجس) الزيت المتنجس يعني: الذي أصابته نجاسة، والزيت معروف؛ نوع من الدهن، ومثله الدهن أيضًا؛ دهن الإبل أو البقر أو الغنم.

<<  <  ج: ص:  >  >>