مثال أيضًا: إذا هلك هالك وخلَّف مئة ريال، وعليه دين برهن، وعليه دين مرسل؛ الدين برهن مئة ريال، والمرهون يساوي مئة ريال، دين مرسل مئة ريال موجودة، ووجد أيضًا وصية بالثلث، ووجدنا تسعين ريالًا، أنتم ضبطوا الآن؟
المثال يظهر بالحل؛ نبدأ أولًا: مئة ريال نأخذها لأيش؟ للتجهيز.
ثانيًا: مئة ريال بالدين الموثق بالرهن.
ثالثًا: مئة ريال بالدين المرسل، كم بقي معنا؟ تسعون ريالًا، هو موصٍ بالثلث، نأخذ ثلاثين ريالًا للوصية، يبقى للميراث ستون ريالًا، هنا قدمنا الوصية على الميراث، كيف قدمناها؟ لأننا أخذنا للوصية الثلث من رأس المال كاملًا وإذا أخذنا الثلث، كم يبقى؟ يبقى ثلثين فيكون للذي يرث النصف ثلث، أليس كذلك؟ لأننا أخذنا من التسعين ثلاثين وبقي ستون، الذي يرث النصف لولا هذه الوصية كم يرث؟ يرث خمسة وأربعين، الآن لا، يرث ثلاثين.
إذن الوصية ما نقصت، أُعطِي الموصى له الثلاثين كاملة، وأصحاب الميراث نقصوا؛ لأن الوصية مقدمة على الميراث؛ ولهذا كان لصاحب النصف في الوصية الثلث، واضح الآن؟
هذه الحقوق التي تتعلق بتركة الميت إذا مات.
وتأمل يا أخي! المال الذي تجمعه إذا مت إلى من يذهب؟ ! إلى أشياء ضرورية للتجهيز، أو غرامات ديون عليك، أو لغيرك، فمالك حقيقةً هو ما قدمته في حياتك، هذا المال حقيقة.
وأما ما خلفته فليس لك، المال حقيقة ما قدمته في حياتك تقربًا إلى الله -عز وجل-.
علم الفرائض من أجل العلوم وأشرفها، وهو فرض كفاية.
هو من أجل العلوم وأشرفها؛ لأنه تنفيذ لفريضة من فرائض الله، قال الله تعالى لما ذكر ميراث الأصول والفروع، قال:{آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ}[النساء: ١١] فريضة، فأنت إذا تعلمت الفرائض فإنك تتوصل بها إلى القيام بفريضة من فرائض الله.