الشيخ: لا، أجنبية يعني ليس بينه وبينها نسب ما تكون من بني عمه، تكون من ناس أجانب عللوا ذلك بأمرين؛ أحدهما أنه أَنجبُ للولد يعني يكون فيه نجابة؛ لأنه يأخذ من طبائع أخواله ومن طبائع أهله؛ آبائه، فيأخذ من هؤلاء وهؤلاء فيتكون من ذلك خلق من الخلقين جميعًا وهذا أمر مقصود، وكم من أناس كثيرين جذبهم أخوالهم في الكرم والشهامة والرجولة.
والأمر الثاني مما عللوا به؛ قالوا: لأنه ربما يحصل بينه وبينها جفوة فيؤدي إلى قطيعة الرحم؛ يحصل بينها وبينه مشاكل فيأتي مثلًا عمه ويتنازع معه أو مع أبيه فيحصل بذلك قطيعة الرحم، فكونه يأخذ امرأة أجنبية أولى، وما قالوه صحيح، لكن إذا وُجِد في الأقارب مَنْ هو أفضل منها في الاعتبارات الأخرى فإنه يكون أفضل، يعني عند التساوي ربما يكون الأجنبية أولى، لكن مع التفاضل في الاعتبارات الأخرى لا شك أننا نقدم من يفضله؛ من ذلك إذا كانت مثلًا بنت العم امرأة ذات دين وخلق وأحوالهم مثلًا أحوال ضعيفة يحتاجون إلى رفق ومساعدة فإنه لا شك أن في هذا مصلحة كبيرة، فالإنسان يراعي المصالح في هذا الأمر ما دامت المسألة ما فيها نص شرعي يجب الأخذ به، فإن الإنسان يتبع في هذا المصالح.
وقوله:(بِكْر)؛ البكر التي لم تتزوج من قَبْل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله لما سأله:«تَزَوَّجْتَ»؟ قال: نعم. قال:«بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟ » قال: بل ثيبًا. قال:«فَهَلَّا بِكْرًا تُلَاعِبُكَ وَتُلَاعِبُهَا»(٤). فالبكر أفضل؛ لأنها لم تطمح إلى رجال سابقين ولم يتعلق قلبها بأحد قبله، ولأن أول من يباشرها من الرجال هذا الرجل فتتعلق به أكثر، فنكاح بكر لا شك أنه أولى وأحسن.