لكن قد يختار الإنسان الثيب لأسباب مثلما فعل جابر بن عبد الله فإنه اختار الثيب؛ لأن والده عبد الله بن حرام رضي الله عنه استُشهِدَ في أحد وخلَّف بنات يحتجن إلى من يقوم عليهن، فلو تزوج بكرًا لم تقم بخدمتهن ومعونتهن فاختار -رضي الله عنه- ثيبًا لتقوم على أخواته؛ ولهذا لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أقره النبي عليه الصلاة والسلام، فإذا اختار الإنسان ثيبًا لأغراض أخرى فإنها تكون أفضل، وفي هذا دليل على اعتبار الأمور؛ لأن التفضيل يرجع إلى هذه الاعتبارات كما قلنا قبل قليل.
وقوله:(ولود) أي: كثيرة الولادة، وهذا يتناقض مع قوله:(بكر)؛ لأن البكر ما ولدت حتى نعلم أنها ولود أم لا.
طلبة: الأقارب.
الشيخ: نعم، يعتبر بالأقارب، إذا كانت من نساء عُرِفْنَ بكثرة الولادة فالغالب أنها تكون مثلهن فيختار المرأة التي عُرِفَت بكثرة الولادة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك أن نتزوج الودود الولود فإنه مكاثر بنا يوم القيامة (٥).
لكن مع الأسف الآن أن بعض الناس يختار المرأة اللي يمكن تكون عقيمًا أحب إليه من الولود، ويحاولون ألا تلد نساؤهم إلا بعد ثلاث سنوات، أربع سنوات من الزواج وما أشبه ذلك، وهذا خطأ؛ لأنه خلاف مراد النبي صلى الله عليه وسلم.