وقوله:(بلا أم) أن يختار امرأة لا أم لها، لماذا؟ قالوا: لأن الأم ربما تفسدها عليه، وإذا كان هذا هو التعليل فإنه لا ينبغي أن نقول: إنه يختار امرأة لا أم لها، بل نقول: يختار امرأة أمها صالحة، أما أن نقول: بلا أم فهذا فيه نظر؛ لأن من الأمهات من يكون خيرًا على بناتهن وعلى أزواجهن، فالأَوْلى أن نقول بدل (بلا أم) أن نقول: أن يختار امرأة أمها صالحة، وبهذا يزول المحذور الذي عللوا به.
ثم إن التي ليس لها أم ليست المفسدة محصورة في الأم؛ قد تفسدها خالتها أو أختها أو أحد من أقاربها أو أحد من الأباعد وتكون الأم حامية لها، أحيانًا تكون الأم حامية لها تحميها من هؤلاء الذين يفسدونها على زوجها.
فالصواب أن يقال: أن يختار امرأة أمها صالحة، أما أن نقول: دور المرأة اللي مالها أُمٌ هو أفضل، فهذا فيه نظر.
طالب: قوله: (أجنبية بلا أم) منين جاءت السنية؟
الشيخ: نعم، أجنبية تعليل بس، فقط تعليل.
طالب:( ... ) السنة بالتعليل؟
الشيخ: إي نعم؛ لأن الأحكام الشرعية تكون إما من نصوص وإما من العلل الشرعية التي دل الشرع على اعتبارها.
قال:(بلا أم، وله نظر ما يظهر غالبًا مرارًا بلا خلوة)(وله) اللام للإباحة، والضمير في قوله:(له) يعود على من أراد خطبة امرأة؛ يعني: ولمن أراد خطبة امرأة نظر إلى آخره.
وظاهر كلام المؤلف هنا (وله) أنه أي: نظر المخطوبة مباح وليس بمطلوب، وهذا فيه خلاف بين أهل العلم؛ فمنهم من قال: إنه يُسَنُّ له أن ينظر وأن النظر سنة.