للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ: بوصف تتميز به، أو ابنتي الطويلة، هذا تتميز به، أو ابنتي القصيرة، أو البيضاء، أو السوداء، أو العوراء، أو ما أشبه ذلك، أو العمياء، وليس له بنت عمياء سواها، المهم أن يصفها بما تتميز به بأي ميزة، زوَّجْتك بنتي التي ثوبها أصفر؟

طلبة: ما يصلح.

الشيخ: ليش؟ يمكن تغير الثوب؛ لأن الثوب الأصفر ممكن تلبسه هذه وهذه وهذه، فلا تتميز به، هنا اشتراط التعيين سبق بيان علّته، ولهذا قال: (فإن أشار الولي إلى الزوجة) هذا الطريق الأول، (أو سَمَّاها)، هذا الطريق الثاني، (أو وصفها بما تتميز به) هذا الطريق الثالث.

الطريق الرابع: أن يكون التعيين بالواقع، ما هو بالإشارة، ولا بالاسم، ولا بالوصف، بالواقع بالعين، مثل أن يقول: زوَّجتك ابنتي، وليس له سواها، ما سمَّاها، ولا وصفها، ولا أشار إليها، ما الذي عَيَّنَها؟ الواقع؛ ما له غير هذه البنت، فيكون هذا تعيينه، ولهذا قال: (أو قال: زوَّجْتك بنتي، وله واحدة لا أكثرَ صح).

طالب: ( ... ).

الشيخ: لا، ما .. مشكولة بالفتح! لا، غلط (لا أكثر) هذه (لا) حرف عطف، و (أكثر) معطوفة على (واحدة)، (لا أكثر صح).

طالب: إن كان له بنات صغار ..

الشيخ: البنات الصغار يصح العقد عليهن.

طالب: قال: زوَّجتك بنتي، وعنده بنت كبيرة ( ... )، والثانية ( ... ).

الشيخ: ما يصح العقد.

طالب: لزم يعيِّنها بـ ..

الشيخ: إي، إذا صار له بنات لازم يعيِّن، يقول: الكبيرة، أكبرهن، أصغرهن.

إذن لا بد يكون له واحدة لا أكثر صح.

فإذا قال قائل: هذا الشرط كيف تجمعون بينه وبين قوله تعالى عن موسى أنه قال له صاحب مدين: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ}؟

فالجواب: أن لَا تعارض بين هذا وبين الآية؛ لأن الرجل ما قال: إني زَوَّجْتُك إحدى ابنتي، قال: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}، وهل هذا عقد؟

طلبة: لا.

<<  <  ج: ص:  >  >>